صراع الاستراتيجيات في شركات صناعة السيارات حول العالم
ركزت شركة “مرسيدس بنز” الألمانية على استراتيجية الأداء أكثر مما ركزت على استراتيجية السوق فتقدم منتجات ذات جودة عالية بسعر مرتفع، وبرعت في الابتكارات الهندسية التي منحت منتجاتها درجة جيدة من التميز.
لذلك ركز منافسوها على استخدام البنود الاستراتيجية التي تهملها. ركزت الشركات اليابانية مثل “تويوتا” و “نيسان” على استراتيجية السوق وقدمت سيارات تقل عن “مرسيدس” في السعر وتقاربها في الجودة وملأت الأسواق بكميات كبيرة من قطع الغيار الرخيصة، واستطاعت أن تهز مركز “مرسيدس” وان تحتكر قطاع ا عريض ا من سوق السيارات.
وعندما ركزت “هيونداي” الكورية على استراتيجية التسويق وقدمت للأسواق منتج ا ذا جودة عالية بسعر منخفض، حققت نتيجة جيدة لمدة سنتين فقط، حتى ظهرت الثغرة في استراتيجية المنشأة، حين قررت الإدارة تقليص مصاريفها نتيجة ارتفاع أجور العمالة الكورية. أدى القرار المتخذ بناء على استراتيجية المنشأة إلى تأثير سلبي على استراتيجية الأداء فانخفضت جودة المنتجات التي طرحها الشركة في الأسواق وتراجعت الأرباح. ولم تتمكن “هيونداي” من استرجاع مكانتها بالأسواق إلا عندما أدركت الإدارة العليا التضارب بين الممارسات الثلاث للاستراتيجية، وبدأت في إزالته.
وعندما تزايدت حدة المنافسة اليابانية للشركات الأمريكية على المستوى العالمي، وجدت الشركات الأمريكية نفسها مضطرة لتطوير استراتيجية السوق واستراتيجية الأداء بحيث تطرح المزيد من قطع الغيار، وترفع جودة السيارات المنتجة – فلم يكن التوسع والعلاقة العامة الجيدة هو نقطة ضعف الشركات الأمريكية.
كان الخطأ الذي وقعت فيه “جنرال موتورز” – مثلا – عندما طرحت السيارة موديل “بويك رياتا” أنها نسيت أن عليها منافسة الشركات اليابانية داخل أسواق العالم الثالث وصدرتها بأسعار مرتفعة بالنسبة لمستويات المعيشة بهذه الدول. كانت النتيجة أن حققت الشركة خسائر تعادل ٢٧ ألف دولار عن كل وحدة مباعة من الموديل الجديد، إلى أن قررت الإدارة وقف إنتاج هذا الموديل تماما.
نعم هذا يبين أهمية اتخاذ الاستراتيجية السليمة من مجلس إدارة الشركة
[…] اقرأ أيضاً: صراع الاستراتيجيات في شركات صناعة السيارات حول العالم […]