كوكتيل ابو شاكر .. الشركات العائلية وجهاً لوجه مع الامتياز
لا أظن أن هناك شخص زار دمشق ( الشام ) ولم يطلب كأس الأمبراطور الشهير من محل أبو شاكر للكوكتيل .. أشهر محل كوكتيل في سوريا بالرغم أنه موجود في فرع واحد فقط صغير وضيق في دمشق.
تجربة عصير ابو شاكر تعطينا دروس عدة، فالمشروع قائم منذ 1925 لما كان والد ابو شاكر أول من دخل صناعة العصائر إلى سوريا، وبعدها عمل معه ابنه وبعد سنوات توفى الوالد واستمر ابو شاكر في محله.
سابقاً كانت هناك العصائر الطبيعية فقط، خاصة عصير البرتقال هو المنتج الرئيسي، لكن ابو شاكر ابتكر أنواع جديدة وذلك بعد سبر آراء الزبائن ومحاولة الإبتكار وخلط وتجارب أنواع مختلفة من الفواكة.
لم يتوقف أبو شاكر عند الفواكة .. تطور الأمر لإدخال عناصر اخرى .. الكريما والشوكولا والعسل وغيرها الكثير الكثير .. هذا التطور في المنتجات ضرورة لتطور الأعمال والنمو .. بالرغم من أن ابو شاكر لم يفتح فروع لكنه طور من المنتجات.
تجربة الشركات العائلية تتمثل هنا كون أن “الشركة” يتم توريثها وحتى أن من يعمل بها يكون من الأولاد ليتعلموا كل أسرار العمل .. ليست حالة ريادية بقدر ما هي تجربة تسويقية .. الإعتماد على السعر الرخيص و المعاملة الطيبة والشخصية و إبتكار منتجات جديدة هي ما جعلت ابو شاكر يستمر ستين عاماً.
الناس تأتي إليه من كل حدب وصوب .. الناس تتناول الكوكتيل في الشارع .. هناك مكان افتتحه بجانب المحل للعائلات وهو أكبر من المحل نفسه .. كوب الإمبراطور الشهير جعله يتفرد بمكوناته وطريقة عرضه ومهما كنت جائعاً ستشبع منه لأنه ناطحة سحاب من الفواكة.
لو كان أبو شاكر في دولة غربية أو لديه التفكير الغربي لطبق اسلوب الإمتياز (فرانشايز ) franchise لتطوير أعماله .. العلامة التجارية أصبحت قوية وبدون أي تسويق بل باستخدام الكلام المتناقل الإيجابي من الناس .. يمكن تعميم المنتجات ومكوناتها على الفروع وتقاضي نسب .. الجميع يطالب بأبو شاكر في المحافظات السورية .. لكن الفكر التقليدي يسيطر عليهم فلا يريدون توسيع الأعمال خارج العائلة.
شخصياً زرته مرتين لما كنت أزور الشام ولا أزال أحن إليه في كل زيارة
احتفالية أبو شاكر بمناسبة مرور ستين عام
مشكووور على الموضوع الجميل اخ جزاك الله خيرا
أحسنت الأختيار ” محمد حبش ” أشعر بالسعادة عندما أقرأ عن شخصيات عربية ناجحة ، و يسرني التعليق على ما كتبت ..
كان في قدم الزمان يوجد لدينا في مدينتنا “الأسكندرية” حارس لقطعة أرض تقع أمام البحر “الكورنيش” يصنع الفطائر عرف بأسم “أبو الخشب” أشتهر في صناعته الصغيرة و جنى منها أرباح مكنته من شراء ارض في مكان مجاور و عمل بناء عالي و في أسفل البناء محل كبير أداره أولاد أبو الخشب من بعده ، و لكن لم تعد شهرته كتلك التي كانت في الأيام الخوالي .. الطعم أصبح عادي و المعاملة لم تصبح كتلك التي كانت في أيام الأب الكبير صاحب الفكرة .. و جاءت المطاعم الكبرى ماكدونالد و كنتاكي و بيتزا لتفتح فروعها بجانب شهرة أبو الخشب .. (( أحيانا أرى أن البركة تكون كبيرة جدا في البدايات و الأماكن الصغيرة )) و لا أريد أن أكون متشائما إن قلت أن فكرة منح حق الإمتياز التجاري للنشاط ذاته ليست بشرط أن تحقق الناتج المتوقع منها ، لأن كلما أتسعت رقعة العمل كلما قلت السيطرة عليه ، و لتسيطر يجب أن يكون هناك قوانين و نظم تحكم الأمور ، ” تصميم النظام الأمثل من قبل المانح و الإلتزام به من قبل الحاصلين على حق الإمتياز التجاري ليس بالأمر السهل في عالمنا العربي .. و لكنه ممكن إن توفرت الإرادة و الوقت .
[…] […]