غريزة البحث عن الجنس الآخر
لاشك أن كلانا يحتاج إلى الآخر حيث أنها غريزة وضعها خالق الكون في كل مخلوقاته ولاسيما البشر منهم .. كيف لا والبشرية تحتاج لتلك الغريزة حتى تستمر وتصل للشكل الحالي وتتابع حركتها نحو المستقبل أيضاً .
ليست المشكلة في أن يدرك البشر تلك الغريزة تماماً لكن المشكلة تكمن في كيفية إشباعها و تلبيتها و إعطائها حقها وقيمتها التي تستحق بالأولوية على الكثير من الغرائز و الأمور التي يجب عليه النظر فيها جيداً … يصاب الكثير بالإحباط الشديد نتيجة تعثره في الوصول إلى ما يمكن تسميته نصفه الآخر الذي يناسبه تماماً حيث إني أرى البشر كقطع الـ puzzle ومن المستحيل أن تكتمل الصورة ما لم تضع القطع المناسبة لبعض فالنتوء في إحداها يحتاج لثقب في الأخرى، قد تجد أحياناً تركيبة مؤقتة و انسجام بسيط بين قطعتين لكن إن اعتمدنا عليها وتابعنا رصف القطع سنصل لمرحلة نكتشف فيها الخطأ و لن تستطيع اللوحة أن تكتمل بشكلها النهائي الصحيح و نعود لإصلاحه. إذن لابد من الانسجام التام والانطباق الكامل وهناك ما يمكننا تسميته ” قوى خفية ” تعمل على جذب قطع الـ puzzle المناسبة إلى بعضها حتى تكمل الصورة ولا تتقطع أو تفرط تحت أي قوة.
يعمل البعض على إقحام نفسه و التدخل بعرقلة طريق و عمل تلك القوى مما يصيبه أحيانا بالصدمات أو الجزمات أو الكلاشات أو الأبواط العاطفية و أحب أن اسميها الأباجورات العاطفية التي تكون صدمتها أشد من أي شيء سبق مما يجعلها ترك بصمة متعرجة على وجه من يأكلها تعلمه درساً صعب النسيان.
أنا أؤمن بتلك القوى أو بمقولة ” لا تبحث عن الحب فقط دعه يبحث عنك ” ولكن وبنفس الوقت اعتقد انه يجب على الإنسان على الأقل أن يتيح الفرصة لتلك القوى لترى عملها و تنجزه بأحسن شكل وتوصله لنتيجة مرضية.
صراحة يعود الأمر لسلم الأولويات كل إنسان فهناك من يحتل هذا الموضوع الأولوية القصوى عنده وتشغل كل وقته وحيز تفكيره ونجده يعطل قدرات عقله الهائلة ويحصرها في حيز يعتبره غيره لا جدوى أبداً من ذلك كذلك الأمر ينصرف الكثير من الأشخاص إلى وضع نشاطات أو مجالات أخرى في درجة الأولوية القصوى وقد لا تكون بتلك الأهمية بالنسبة لغيرهم… ببساطة .. ما تعتبره مهم جداً بالنسبة لك قد يكون تافهاً جدا لغيرك كذلك ما تعتبره تافهاً قد يكون منتهى طموح غيرك.
خلاصة القول: Do what you think is best for you
ذكرتني هذه التدوينة بقول لأحلام مستغانمي في أحد أشهر كتبها فوضى الحواس تقول هذه الجملة ( أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر ) وحقيقة مهم أن يفعل الإنسان مايراه مناسباً له ليكون هو مرتاحاً .
كم جميلة تلك العبارة ..
لربما فعلا يكون أجمل ذاك الذي نعثر عليه بالصدفة … وتصدق أحلام كعادتها
اهلا بك لميس
حكي كويس… تحياتي محمد