بلادي .. بلادي .. حديث بالعتمة
بداية … كل واحد مسؤول عن مصباحه وإنارة نفسه وطريقه
ربما لا نجده غريباً نحن ابناء وسط الثمانينات بأن ندرس على نور شمعة او مصباح كاز او حتى لمبة شحن … لكن اطفال هذه الايام يجدونه من المعجزة ان تنقطع الكهرباء ليلاً وغداً عندهم امتحان في المدرسة … ماذا يكتب على ورقة الامتحان اذا لم يعرف الاجابة ؟ … كانت الكهرباء مقطوعة لمدة ساعتين ؟ …
اذكر جيداً كيف كنا نكتب الوظائف وندرس جدول الضرب و الأكبر والأصغر ونتسلى بالعد حتى آخر رقم يمكننا بلغة ثانية .. كنت ابدأ بالإنكليزية ويصيبني الملل عند الألف الخامسة فأنتقل للتركية واستمر بالعد حتى تنيرنا شركة الكهرباء دام عزها
اللافت ان عدد سكان سورية حينها لم يتجاوز ثمانية عشر مليون نسمة وكانت الكهرباء تنقطع لساعات طويلة ، لا أعتقد مشاكل إنما نوع من التقنين لكن لم نسمع بهذا المصطلح حتى زمن قريب دخلت لحياتنا فيه المواقع الاخبارية التي عرفتنا بما يجري في سورية أكثر مما يفعله التلفزيون طبعاً …
الصيف الماضي وقبله مررنا بحالات من الفطسان لم تشهدها الصومال … وكنت أشم رائحة اللحم المشوي من الشوارع … وكأن البشر اصبحوا اسياخ شاورما تمشي تجوب الطرقات .. وفي البيوت لم يتغير الوضع كثيراً … فالكهرباء مقطوعة ساعة ذروة الحرارة ووسيلة التهوية الوحيدة هي الكش … اعتقدت نفسي أحيانا موظف بدائرة حكومية
ربما كان العذر مقبولاً حيث وفد إلى سورية حوالي مليوني عراقي هربوا من الحرب … وبالتأكيد زاد الطلب على الكهرباء ولم تستطع الوزارة مجاراة هذا الطلب الكبير فكانت ساعات التقنين تصل احيانا لخمس ساعات …
الطريف بالموضوع بأن سورية تبيع الكهرباء لبعض الدول المجاورة وهي بحد ذاتها تقنن الكهرباء … ما هذا الإيثار ! … لا احب لعبة المقارنات لكن يجدر الذكر بأن تركيا حتى زمن قريب كانت تستورد الغاز من روسيا وأوكرانيا والآن أصبحت دولة مصدرة …
لا يغيب عن أحد بأن عصب الحياة هو ذاك الشيء الذي يمر في الأسلاك وحتى إن لم نكن دولة متقدمة كفاية ونعتمد عليها في كل شؤون حياتنا لكنها فعلاً اصبحت امراً لايمكن الاستغناء عنه لدرجة انها عندما تنقطع … تنقطع ارزاق الناس ..
البنية التحتية أمر ضروري جداً ومن أساسيات الدولة قبل البنية الفوقية حيث الأيدولوجيات والرؤى والأفكار … الاتصالات والكهرباء والماء أمر مهم لحياة الناس … لجذب الاستثمارات … لتستمر الدولة في نمو … و نحن نعاني من ضعف الاتصالات وتقنين الكهرباء والماء …
طلاب سورية جميعهم هذه الأيام يدرسون لإمتحاناتهم والظلام رفيق دفاترهم … يحاولون عبثاً الإستيقاظ مبكراً حتى يدرسوا اكبر قدر ممكن قبل ان تنقطع عنهم الإنارة … ويعاملونها كأنها فرد من الاسرة … لكن المشكلة تثور عندما تتغير مواعيد التقنين التي لم يعلمونا بها مسبقاً
بالمناسبة … كتبت لكم الآن بإنتظار أن تعود الكهرباء واتابع دراستي … ربما هذه احد منافع قطع الكهرباء … شكراً وزارة الكهرباء !
يعني قبل تفهمنا الموضوع بس هلأ لشو هالقطع وصل لتلات مرات باليوم
ذكرتني باستاذي اللغة بريطاني عم تنقطع ببيته بالسبيل تلات مرات سألني ما كان يتصلح هالعطل خجلت وما بقى اعرف شو قلو ؟؟؟!!!!!!!!
في التسعينيات عندما كانت الكهرباء تنقطع في حمص ساعتين مقابل ساعتي وصول لها، كان أهل حمص يبرمجون الزيارات العائلية ولقاء الأصدقاء على مجيء الكهرباء.
حتى أن بعضهم أدخلها في جمل العزيمة كأن يقول:
“تعال شربلك كاسة شاي معي على جية الكهرباء الثانية مساء اليوم !”
razmania :: قوليلو هو بيصلحوا من هون والمخربين بيعطلو من هون ^_^ … مفكر حالو بفسط لندن هاد … نورتي هلا
يوراميوم :: صدقني اليوم بالقرن الحادي والعشرين نفس الشيء ! … وكأن الزمن يعود بنا للوراء … اصبحت ابرمج مواعيد دراستي او اي شيء آخر على حسب كيف الكهربا … والمشكلة عندي لما بيغيروها على كيفون … كانت تنقطع الساعة 11 و 3 مبلوعة …. هلء صارت تنقطع 12 و 7 ومنضل بالعتمة ما بتقدر تدرس حتى ولاتعمل شي
اهلا فيك يوري
للأسف .. وهالشي صايرلي حجة حتى اريج ضميري واقوم أنام وأترك الدراسة ..
حتى رة الساعة 6 الصبح انقطعت ..
بيعين رب العباد ..
من أروع ما قريت .. *_^