ذات يوم حصلت على هدية ..
جرى تقليد غبي في العالم بأنه في مثل هذا اليوم يتبادل المحبين الهدايا فيما بينهم ويدعونه عيد الحب او الفالنتاين نسبة للأب فالنتينو
اذكر بأن اول هدية حصلت عليها كانت عندما نجحت في صف السادس وكانت المرة الاولى التي اوقع فيها على سجل واعتبر ان لتوقيعي او بالأحرى شخبرتي هذه معنى قانوني ، فقد تسلمت الان وثيقة الشهادة الابتدائية وبعدها زارتنا خالتي الاكثر قربا منهن بالنسبة لي واهدتني قصة … لم اكن عندها اعرف من القراءة إلا كتبي المدرسية ومقدماتها … كانت القصة عن احد الأنبياء وقرأتها بنهم مع اني لم أكن اعرف بعد شيئاً عن حياته وترتيبه … الهدية الاخرى كانت من خالي وهي قلم رصاص كباس مع قلم حبر لكنه مغلف من الخارج بغلاف جعلني اعود الى سن الحضانة ربما قبل ذلك … تركت القلم في الخزانة لما يحمله من ذكرى لا أكثر
الهدية الابرز كانت من أبو محمد جارنا الذي يسكن في الطابق الاخير .. تنبع اهمية الهدية من مرسلها حيث ادين بحياتي لأبو محمد من بعد الله … كان يعمل مندوبا لشركة ادوية وعنده بعض الخبرة بحقن الإبر وكنت عندها قد عشت طفولة مرة مع المرض حيث يكاد لا يمر اسبوع إلا وازور به الطبيب مرة وازور بعدها ابو محمد مئة مرة .. ربما حقنني أكثر من ألف حقنة خلال تلك الفترة حتى اجريت عملية جراحية في الصف الرابع استئصلت بها لوزتاي ومعها معاناتي مع المرض
عندما نازع جدي مع الموت طلبنا مساعدة ابو محمد في الموضوع فأحضر مرآة ووضعها امام فمه ثم قال رحمة الله عليه …
الآن اصبح ابو محمد مسناً وكلما اشاهده يدخل البناية انزل لأساعده بحمل اغراضه لباب المصعد الذي ركبه خصيصاً له ..
مضت الايام وتوالت الاحداث ونجحت في صف التاسع وايضا حصلت على وثيقة تعتبر ذات اهمية في وقتها … كانت سنة حرجة على سورية فلم يجري احداً حفلة نجاح حتى على مستوى البيت الواحد ولم تُسمع زلغوطة واحدة يوم إعلان النتائج … وبالتأكيد لم احصل على هدية عندها
بعدها بأربع سنوات دخلت مرحلة البكالوريا مثلما فعلتم جميعاً وكلنا يعلم تعب الدراسة والإرهاق الذي يصيبنا في تلك الفترة خصوصاً انه لم يكن هناك ما يسلينا شيء مقارنة بما نشهده اليوم
المهم وبحمد الله نفدنا من نفق البكالوريا وذات يوم زارتني خالتي صاحبة الهدية الاولى وباركت لي … وهنا عرضت علي اختيار هديتي بنفسي .. لم ادري ما افعل فهذه أول مرة يعرض علي احدهم ان اختار هديتي بنفسي خاصة مع سجل متواضع مع الهدايا .. تركت الامر على حريتها ولم ارغب بالتكلف زيادة
ذهبت مع امي للسوق ورافقتهم مكرهاً .. كم اكره مرافقة الاسواق ويرتفع ضغطي منها .. انتهت رحلة التسوق و انا احمل مزهرية للبيت كهدية نجاحي !
ربما كان يجدر بي ان اطلب هديتي اياً كانت حتى لو قطعة بسكويت ولا أترك الخيار لها .. لأنه ببساطة اقنعتها امي بأن يشتروا مزهرية للبيت وإعتبارها هدية لي
من الجميل ان تحصل على هدية يوما ما من شخص تعرفه سواء قابلته ام لم تحصل على تلك الفرصة بعد … حدث ذلك معي مرتين وكانتا احلى هديتين احصل عليهما … كانا كتابين من شخصين لم اقابلهم … وصلت الهدية وقرأت الكتابين حتى النهاية وعلى صفحاتهما اتخيل وجه مرسليها … كانت هذه الهدايا بدون مناسبة … وهل من الضروري وجود مناسبة حتى نتذكر بعضنا بهدية
آه قبل ان انسى … لم احصل يوماً على هدية عيد ميلاد .. فضلاً على اني غالبا ما اتجاهل الاحتفال به إن تذكرته أصلاً اللهم معايدة الكترونية بأحد الفضاءات
الحصول على هدية من شخص لا تعرفه أمر غامض فعلاً و جميل .. لم يمر معي قط
غالباً ما كانت هداياي بمناسبة النجاح أو عيد الميلاد ..
و أحزن كثيراً إن لم أحصل على واحدة مهما كان صغرها بمناسبة عيد ميلادي ..
هي على فكرة عادة ..
ان كانت عادة فالأفضل بدونها … عندما نفرغ اي امر من معناها الجوهري لايصبح له قيمة كالحجاب على شكل قطعة قماش تخبئ بعض شعر فتاة لكنها تعاني بعض الصعوبة من بنطالها الضيق والـ ميك اب على وجهها
بالفعل لهو امر جميل ان تحصل على هدية من شخص لاتعرفه ولنقل انك تعرفه لكن لم تقابله … كمعرفة انترنت مثلا …
شكرا …….. و فقط ….
بم اني اعيش بعيد عن قطار العشاق والهداية
ولكن اشعر انه امر لا باس به
وبعض المرات اشعر انها مجرد رموز لماذا نهتم به
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته …
صراحة لو جاء هذا اليوم أثناء الدراسة أحيانا أتبادل أنا وصديقاتي الهدايا البسيطة جدا .. لكن ليس دائما …
أروع هدية حصلت و سأحصل عليها كانت هدية من معلمي … أب أحترمه و أقدره كثيرا … و قد كانت الهدية كتاب ” منهاج المسلم ” .. و أنا كنت الوحيدة التي حصلت على هدية .. لهذا كنت فخورة جدا جدا بالكتاب و أعتز به جدا و بالإهدداء عليه ..
سلامي و تحياتي أخي