الشباب الفائت بالحيط
خمس سنوات مضت وقد عرفت فيها نماذج عديدة جداً من شبابنا .. هذا الشباب الذي يعقد عليه الأمل ويظن أنه المخلص من كل أمراض المجتمع .
ببساطة هذا الشباب فائت في الحيط ولا أدري أي أمل يعقد عليه إلا إذا كان لا يفوق معرفة عنوان ميشيل أوباما الحقيقي .
من خلال ما عايشته من حالات وسمعت وعرفت عنها أصبح لدي صورة كاملة صادقة تعبر عن واقعنا .. هذا الواقع الذي نفخر .. و نخجل منه .
أول مرة
أول مرة دخل فيها الكلية كانت يوم الامتحان مع أنه أحرز نسبة دوام 100 %
أول مرة تواصل فيها مع صوت أنثوي كانت موظفة خدمة الزبائن
ALS
تعلم الـ American LifeStyle عن طريق ما أوصله له العرب ولم يبذل أدنى جهد ليأخذ الشيء من صاحبه وفي اليوم التالي اصطدم بعشرة زميلات .. الصدمة الحقيقية كانت في تلك النظرة الغريبة بدلاً من بدء محادثة
عرض توصيلة مجانية بالتكسي الذي يركبه لأول مرة للجامعة وكان الرفض أكيداً بحجة قرب المكان
حب عذري !
– يالله ما أجملها !
اليوم مشعة بالأزرق كالسماء
كم نزولها على الدرج رشيق
وهي ترشف القهوة .. كم هي رائعة !
وهكذا تمضي الأيام ..
– بداية العام ليس موعد مناسب لإخبارها .. أفضل حل بدعوتها إلى الرحلة الترفيهية وهناك اخبرها بعيداً عن المزعجين .. لا لا عند الاختبارات العملية وأعرض مساعدتي في الدراسة .. انتهى الفصل وعند الإمتحان الوقت غير مناسب للتفكير والجميع مشغول ..
بداية الفصل الآخر مع إنطلاقة جديدة .. لا لنتأخر قليلاً عند الربيع … حسناً ليكن عن الاختبارات العملية بحجة الدراسة سوية .. جاء الامتحان النهائي ولا أحد يفكر في شيء سوى الخلاص من المواد
وهكذا تمضي السنوات …
جقجقة !
– ما أن يجد فتاتين حتى يجمع حولها كشة الحمام ويبدأ بالجقجقة ( ليست الجئجئة ! ) ونكتة تلحق نكتة
ربع ساعة مضت والكشة طقت خواصرها وتشلطت احناكها من الضحك والفتاتان تراقبان أحدهم من بعيد
– راقبها أين تضع كتبها وهجم فوضع خلفها وجلس
الاستاذ : ………
هو : جق .. جق … جق جق .. جق جق جق
الاستاذ : أنت … اطلاع لبرى
هي : هيهيهيهيهي
– أنا ماكنت حضران الدرس الماضي معلش أصور من دفترك ؟
آسفة انا مابكتب ورا الاستاذ
طيب وهاد الدفتر شو ؟
فيو شعر
عنجد ياي أنا كتير بحب الشعر وبكتب كمان .. تسمعي ؟
لا شكراً
شفتك يا جفلة ع البيدر طاليعا عا عا عا عا ..
عرض أزياء
كل يوم cover جديد .. لون يحبس الأنفاس .. إنه بالتأكيد ليس إعلان لنوكيا ولكن صور لبعض الشباب يمرون كل يوم على المسرح ( روحة رجعة ) ويعرضون أجمل ما عندهم من أزياء وعدة التغيير تلازمهم دائما .. عندما يتشابه لوك إثنان فيقع اللوم على منسق الحركة اليومية بأنه مقصر في أداء واجباته
دفتر .. جامعي
بصفحاته الكثيرة وسلكه المحلزن يتأبطه كل يوم مودعاً البابا والماما مع بوسة الخد وينطلق مكللاً بالدعوات والآمال
كم أحزن على تلك السطور الوحيدة التي لم تجد حرفاً يعزي وحدتها طوال أربع سنوات
ستايل
مع أنه لا يدخن ولايملك بسكليت لكن علبة السجائر ومفتاح السيارة لا يفارقان كفه
أصبح الموبايل وفوقه علبة سجائر من النوع الغالي ( حتى لو محشو محارم ) ومفتاح السيارة بجهاز تحكم .. ستايل
طعجة .. وما أكترهم
أينما يجدها يراها تنظر تجاهه وعيناها تفحصانه وبعد أخذ الآراء أشاروا عليه بالطحش والسؤال
لأ بس أنا معي إنحراف بكرة العين
أحلام في مهب الريح
-سيسافر للخليج كما فعل إبن عمه الذي قلد خطا إبن أخوه الذي سار على هدي إبن عمته وهكذا فتحوا الخليج تكية ومضافة للشباب الطيبة .. لما سأله المراقب .. كيف ستسافر ؟! ..
فرك ذقنه ونظر بإستهبال واضح وقال : لا أدري
ولما قال له .. هل تراسلت مع شركات أو مكتب توظيف .. هل أعدتت سيرة ذاتية .. هل تعرف لغة أجنبية إضافية او اثنتان .. هل تجيد التعامل مع الكمبيوتر ؟
زفر و بصق على الأرض : سأسافر إلى الخليج وأعود ومعي الملايين وأطق عين عمي لأنه لم يعطيني ابنته كما اتفق مع ابي و أتزوج وأفتح بيت وسيارة و أنجب أولاد و .. و .. و .. و
– هذا سيسافر لمتابعة الدراسة والحصول على شهادة أعلى ثم يشد الرحال للخليج ليجمع الملايين من فوق الأرصفة .. لما سأله المراقب عن معرفته بشروط القبول .. هل يملك الشهادات المطلوبة ؟
تسمّر في مكانه وقال : عندي واسطة
وماذا عن الـ TOEFL … وماذا عن تأمين القبول .. عن رسالة بحث بموافقة أساتذته … عن … عن .. عن ..
قطّب جبينه : عندي واسطة
والعداد يمرّق
– كثيرون هم من يدخلون الجامعة كإجراء روتيني من بعد النصر في معركة النضال والتحرير وحتى يثبتو بأنهم شغلة كبيرة و إبننا جامعي نستقبله بالأرز والورد
تمضي سنواته ويخرج من نفس الباب .. لا حاجة للعلم … لا حاجة للشهادة .. ولا حتى للعمل .. لأن من يملك المال لا يحتاج لهذه الخزعبلات كلها
الموضوع لا ينتهي وإن كنا قد سلطنا الضوء على بعض الأنموذجات السلبية فهذا لا يلغي أبداً بريق النماذج القوية بين أوساط شبابنا الذين استثمروا كل فرصة سنحت لهم فطوروا أنفسهم وكذلك ترفهوا وعاشوا دون التعرض للصور السابقة .
كم منهم حصلوا على براءات إختراع وجوائز في الفن والأدب ومختلف العلوم الأخرى وكذلك قدموا معارض ومسرحيات و أدوا عروض موسيقية و أدبية .
كم منهم خرجوا بنصيب كبير من الإنجازات التي تبقى تشهد لهم ويمتد أثرها وفائدتها لأجيال من بعدهم وبهذا وضعوا بصمة وأرضية ليتابع عليها الآخرون
منهم من برعوا في مجال تخصصهم حتى سبقوا أساتذتهم وهذا ليس بعيب وأيضاً منهم من سبق عصرهم حتى
هذا كان غيضاً من فيض لا ينتهي عن قصة شبابنا الفائت بالحيط
مميز ورائع ما قرات اسلوبك دوما ينبع من بساطة وسلاسة حياتنا اليومية لنسترجع معك يا ناسداك ذكريات اختنزنتها ذاكرتنا لخصتها انت بمقالة اسمح لي ان اصفها بنبض الحياة المفرح المبكي بكل الوانه وطيفه
نور الله دروب شبابنا بالعلم وبالنور والهدف والتخطيط والعزيمة ….
فكم يعتصر قلبي منظر ذاك الشاب الذي وصفته بالفايت بالحيط تائه يضيع وقته اما مع شلة الانس وتضييع الاوقات باللف والدوران من مدرسة لمدرسة او …بالاستهزاء من القادم والذاهب ..لاهم له في الحياة سوى نفسه ومتعته …ونسي ابوه اللي عم يتعب ويشقى ليامنلو دروسه الخصوصي لحتى يصير انجح الناس …
هذا مشهد من مشاهد كثيرة ..تعتصر قلوبنا …
بارك اله بك محمد فقد حركت فينا شجونا …ومن جهة اخرى دافعا لنبذل قصارى جهدنا لنربي اولادنا بنية ان يكونو شبابا ذو اهداف وطموح وعطاء لا ينضب
بارك الله بعلمك ونفع خلق الله به يامحمد
تقبل تحياتي وفائق احترامي ….
يعني لو ما كاتب غيض من فيض كان بدي قلك في مليون شغلة نسيتون
الخرط ( الكذب ) ..
الناقد السينمائي تبع لبس كل واحد بالكلية ..
بجتمعو الشباب أو البنات و شوف لبس هاد و لبس هديك 😛 ..
اللزقة الأميركية ..( اذا تركتا للبنت بجوز يطحش عليها غيري ) بروح بلم كل رفقاتي و بلزقون فيا و رفقتا بالألتيكو أحسنلي 😛
غيرو كتييييييير بس هاد يلي خطر ببالي هلأ
أما شو شباب, ففايت من الحيط وطالع من الطرف الثاني يا سيدي !!!
مقال ممتع جداً من الصميم مستخرج بواقعية ساخرة ولذيذة …
أمتعتني
صدقت , أي أمل ذلك الذي يتحدث عنه المجتمع بأسره عن شبابنا الذين فاتوا بستمية حيط منذ زمن بعيد وإلى هذا الوقت ؟ … وأنا فتت معهم مع الأسف 🙁 ,,
شكراً لك محمد , تمتعت وتحسرت كثيراً عندما قرأت هذه التدوينة المميزة والرائعة . لك تحياتي .
أدهم
سخريتك رئعة يا صديقي
ولكن الا تظن ان الاموار في تحسن
وان الصعوبات امام الشباب
كبير جدااا بحيث لا تحتمل
اعيد النظر من جوانب مختلف حتى ولو كانت بعيد
شوي بس اكيد راح تغير كثير من افكارك…
يبدو أنك نسيت البنات الفايتات بالحيط، بتحب أعطيك شي عشرين سكيتش؟
تحياتي لك
aromaticrose
دائما تخجليني بكلماتك الجميلة … ابقي لي حيزاً من دعائك دائماً .. اهلا بك
The_one
انت ادرى بكتير نماذج بحكم تواصلك مع شكيلات اكتر واكتر مني
إنسان
هذا شرف لي ان امتعك وإنما اكتب لأسلط ضوءاً على هذا المجتمع بسخرية … يستحق ذلك .. مرحبا بك دوما
ادهم
لا لا أرجوك لا يأخذك بهرج الركب وتسير معهم … نعم مقاومة هذا التيار الجارف أمر صعب جدا لكنه ليس مستحيل … حاول الصمود عزيزي حاول .. اهلا بك في مدونتي المتواضعة وبين تدويناتي
اللجي
نعتقد بأن هناك شيء ما جيد لكننا نعتقد هذا فقط لأننا لم نعرف بعد الصورة الكاملة … وعندها ندرك تماما كما اننا بعيدين عن كل شيء جيد .. مرحبا بك هنا
يوراميوم
لا تخطف الكباية من رأس الماعون يا صديقي … وكأنك في قلبي وعقلي لأن الجزء التالي سيكون مخصص للبنات الفايتات بالحيط وابحث الان عن الافكار ويسعدني كثيرا ان ترسلها لي سأخذ بها في السكيتش القادم قريبا جداً
والله انت ماجبت شي من عندك كله موجود بحياتنا اليومية بس تعابيرك وجملك كانت يالمكان المنسب و10 على 10
كالعادة مبدع في كتابتك بملامسة الواقع بشفافية كبيرة
تنقل لنا الواقع كما هو دون تحريف تجرده تماما علك تستطيع بهذه الكتابات الرائعة أن تلامس عقول المقصودين من هذه الكتابة
آمل أن تجد كتاباتك صدى وتحدث التغيرات اللي نطمحها في شبابنا وبناتنا
دام قلمك محمد
وسيم :: هلا فيك وسيمو … فعلاً ما جبت شي فقط وصفت واقعنا وحياتنا
لونا :: اهلا اهلا …
ليتني استطيع ذلك فعلاً … فلا دور للكتابة مهما كانت معبرة إن لم تحدث تأثيرا وتحقق هدفها فيما تكتب عنه ..
دمتي كما أعرفك … زورينا كل تدوينة مرة 🙂
الشباب الفائت بالحيط…
خمس سنوات مضت وقد عرفت فيها نماذج عديدة جداً من شبابنا .. هذا الشباب الذي يعقد عليه الأمل ويظن أنه المخلص من كل أمراض المجتمع . ببساطة هذا ال……
الشباب الفائت بالحيط…
خمس سنوات مضت وقد عرفت فيها نماذج عديدة جداً من شبابنا .. هذا الشباب الذي يعقد عليه الأمل ويظن أنه المخلص من كل أمراض المجتمع . ببساطة هذا ال……