اطفال الرصيف …
منذ تباشير العمر الأولى .. ومع إشراقة كل صباح ينطلقون إلى العمل .. هذا العمل الذي لم يتقدموا إليه ولكنهم فجأة وجدوا أنفسهم وسطه .. لا يتقاضون رواتب ولا ينبسون ببنت شفة اعتراض عما يجري من حولهم
تحمله أمه على يديها وتفترش به الرصيف .. على هذا الحال إلى آخر الليل وتعود بليرات تسد رمقهم هكذا أرادت أو ربما لم ترد العيش .. منهم من يجدها مهنة حقيقية لا تكلفهم شيئاً وتعود عليه بمال جيد .
كما لباقي الأعمال مواسم فلهذه ” المهنة ” أيضاً مواسم و أماكن عمل جيدة .. تكثر في شهر الخيرات و أمام المساجد وغيرها .. يستجدون عطف الناس .. واحدة تحمل ورقة مجلدة عليها أختام وطوابع تدعي بأنها تقرير طبي والعملية مكلفة جداً .. و أخرى لا تطلب سوى علبة حليب للرضيع بين يديها .. والتالية زوجها عاجز وتريد مساعدته .. بهذا الشكل وغيره أصبح واقع التسول مؤلما و طاغيا على مجتمعنا منذ أكثر من أي وقت مضى .
و حول إعطاء المال انقسم الناس .. منهم المتعاطف الذي يدفع بسخاء مبعداً المرأة و الطفل عن عينيه .. ومنهم من يدفع القليل بعد تحقيق ومنية يحملها إياها ، وعلى الطرف الآخر هناك من لا يدفع ليرة واحدة بداعي أن ذلك سيخفف من الظاهرة لو تضافر الجميع على ذلك .
هذا الطفل الذي يعمل قبل أن يعي الحياة وما حوله .. ماذا نتوقع منه بعد أن يشبّ و يكبر ؟ .. ربما يدير شبكة من الأطفال أمثاله عندما كان صغيراً .. وكالعادة كل مدير يفرغ أسوء ما تعرض له على مرؤوسيه.
يحضرني نص أحمد الزيات حينما قال : ” بالله ! ما ذنب هذا الطفل الشريد الذي تتحامون مسه و تتفادون مرآه إذا كان القدر قد اختار له هذا الأب البائس ؟ هل من طبيعة الحي أن يلقي أفلاذ أكباده مختاراً على مدارج الطرق تطؤها الأقدام و تتحيفها المكاره ؟ هل تستطيعون أن تجدوا لذلك – إذا وقع – علة غير الفقر ؟ ”
نعم أوافق الزيات في ذهابه إلى أن الفقر سبب التسول والتشرد و أزيد بأن هذا الفقر أدى إلى ضعف وعي و همة الشخص إلى العمل والكسب الحلال فتراه يرمي بزوجاته و أطفاله للأزقة يجمعون المال والأنكى من هذا بأنه لا يكتفي بطفل أو اثنين بل يستمر في إنجاب الموظفين واحداً تلو الآخر .
مهما كان الشخص غير قادراً على العمل لا يجدر به الوصول إلى هذا السبيل ، هل يعقل أن تمتلئ شوارعنا بشبكات التسول و النساء والأطفال يفترشون الشوارع والناس تتحرك عاطفتهم لتعطيهم وبهذا تشجعهم أكثر على الاستمرار بعملهم وظاهرتهم .
حسناً إن كان ولابد – مع أن هذا لا يجوز – فليكن الأمر منظماً و بطريقة أكثر حضارية .. هناك الجمعيات الخيرية وهي كثيرة .. مؤسسات الإصلاح الاجتماعي .. غيرها من الهيئات .. هناك العديد من الأعمال البسيط التي يمكن توفيرها لهؤلاء ليكسبوا من خلالها وبهذا ينشغل وقتهم بعمل منتج مفيد وهذه مسؤولية الجميع على حد سواء
والله انا مابعطي لحدا بس بعرف ناس فقرا بنوزع عليهم عنا بالضيعة وبس
وهيك انسب شي وسيم … انت بإيدك تروح وتعمل الخير وتعرف انو عم يروح ع محله الصحيح
أحيانًا نجد رجلاً بكامل صحته يتسول
أعتقد مثل هذا الشخص لايجب اعطاءه اي ليرة
هيك شخص لازم يعمل .. ومقابل العمل ياخد اجرة .. مهما كان العمل متواضع او ينظر له البعض بدناوة .. لكن تبقى اللقمة كريمة لا مذلولة .. مرة تعرضت لموقف شبيه ودق رجل بابنا وطلب ان يغسل درج البناية مقابل ان نعطيه المال .. كنت ارغب ان اساعده لكن الدرج كان نظيفاً
ليس له نصيب على مايبدو
حطيت ايدك ع الجرح يا ناسداك
هؤلاء الاطفال قد لا ينتمون إلى عائلتنا ولا إلى فصيلتنا و لكنهم يقعون ضمن مسؤوليتنا الاجتماعية.
هم أصغر بكثير من تحمل كل هذا البؤس الذي يظهر على هيئتهم .
وللأسف لك أن تعلم بأن عددًا كبيراً من هؤلاء الاطفال لا أهل لهم فعلياً . و يقومون بجمع المال لجهات تقوم بتشغيلهم . وبالتالي هم لا يحصلون إلا على الشيء اليسير من هذا المال الذي يعطى إليهم..
الوضع مأساوي جداً .. و الجهات الرسمية الحكومية تقدم حلاً بلملمة هؤلاء الاطفال من الشوارع من قبل الشرطة و رميهم في الاحداث لكي يتخرجوا منها مشاريع مجرمين !!
أعتقد ان العمل التطوعي و الجمعيات الخيرية الجادة المنظمة بإمكانها أن تخفف من الحياة التعيسة التي يعيشها هؤلاء.
على حسب علمي بأن هنالك جمعية جديدة النشأة في حلب تقوم بجمع هؤلاء الاطفال و مساعدتهم أو تشغيل الكبار منهم في مهن مناسبة لأعمارهم. وهو عمل جيد اتمنى ان يستمر .
موضوع ذو بعد انساني نبيل جدًا
مع فائق الشكر و التحية ..
نعم ريم اعلم جيدا انهم يعملون لجهات اخرى تديرها عقليات قمة في التخلف والاستغلال دونما اي اعتبار للطفولة ومنهم من يطلب ان يحضر الطفل اخر اليوم مبلغ مقطوع وإلا لا يجب ان يعود لمكان النوم وان عاد بمبلغ اقل فسيلقى عقابه !
الجمعيات الخيرية حل مناسب جدا لكنها تجد نفسها محتارة بين طيف متنوع جدا من المحتاجين كالايتام والارامل والضعفاء والمساكين والفقراء و معدومي الحال وكلنا يعلم ان ميزانيات هذه الجمعيات ليست كبيرة ولايقبل عليها الكثير من الناس بالمال لسبب سوء سمعة احد الجمعيات مثلا
كل الشكر لك ريم على متابعة الموضوع في مدونتك وإشارتك لهنا
فعلا ناسداك الكثيرين من هؤلاء الأطفال يتم إستغلالهم والبعض يتم إختطافهم لتشغيلهم هذه الظاهرة كانت جلية في الأفلام المصرية ولكنها انتشرت الآن عالميا فيتم خطف أطفال من إفريقيا أو روسيا لممارسة الدعارة في أوربا والمشكلة سينتج عنها مشاكل أكبر تتضمن الإتجار بالمخدرات مما سيقضي على الكثير من المجتمعات ويفسد عقول شبابها ودمتم بخير
نعم حسام .. اشرت لوجه اخر … الدعارة .. بالأخص للاطفال والاستغلال الجنسي لهؤلاء .. صناعة تدر الملايين في العالم ورأس مالها القليل من الذل وانعدام الكرامة .. وهو متوفر بكثرة عند البعض
تحياتي لك
[…] مع تدوينة ناسداك عن ظاهرة أطفال الرصيف كنت أفكر في الكيفية التي يمكننا بها كـ “أفراد” مدّ يد […]
يا خيو أول شي بعتقد هالشي صدى لظاهرة التضخم يلي عم تنتشر عنا
بس كمان في ناس مو مستعدة تعذب حالها و تشتغل ( من كتر الشغل ) و العملية انو بجيب 10 ولاد و بقلهم لا تجو عالبيت ليكون بايد كل واحد 500 ليرة أقل شي
على فكرة دخل الطفل 15000 بالشهر أقل شي
بعتقد هالشي معقد نوعاً ما ,, بين يلي فعلاً محتاج و بين يلي عاملها شغل
ولازم تتدخل الدولة بهيك شي ..لأنو رح يبين مين هيك و مين هيك ..
و الله يسترنا
تماما .. هاد الشي ذكرته بردي فوق بخصوص المبلغ المقطوع ومنلاحظه ببياعين السلاتات وليف الجلي وهيك .. بتلاقي سلعة رديئة جدا وما بيطلب الطفل غير مبلغ وبقلك لا تشتري اذا بدك
اذا انا دخلي شهريا اقل من هالطفل يا حوينة الشهادة والدراسة … صفيت الكرامة حقها حوالي 4 الاف شهريا
وانت شو .؟ محتاج ولا عم تمثل ؟
كل عام وانتم بخير
تمنياتي بقضاء عيد سعيد
اهلا بك في مدونتي اقصوصة
وكل عام وانت بألف خير
ناسداك عندما تقع عيناي على طفل يحتضن الرصيف أرى من خلفه والد لديه جيش من اولاده يرصف الشوارع بهم ليعانق الخمر او المخدرات ..
لااعتب على هكذا والد ولا على أصحاب النفوس الدنيئة الذين يقفون وراء هؤلاء الأطفال
أين الحكومة التي يجب أن تحمي حقوق الأطفال ؟
الا يجب أن تكون هناك منشآت خاصة لحماية هؤلاء الأطفال حتى من ذويهم؟؟
أطفال الرصيف اليوم .. هم مجرمي الغد
بصراحة الحكومة تحمي حقوق الاطفال لكن الامر لا يتعدى الورق ولا نجد احد يطبق التشريعات الخاصة
عندنا بسورية كان سابقا ممنوع على الاب ان يخرج الطفل من المدرسة إلا بعد تجاوز الإبتدائية والآن اصبح التعليم الزاميا حتى الاعدادية وبهذا ايضا حماية للطفل
لكن الشارع يتكلم بغير لغة فنجد مئات الاطفال تشغل اعمال صعبة جدا وانا اعرف الكثير ممن ترك الدراسة ومقاعد الدراسة قبل الابتدائية ولجأ للعمل في ورشة اصلاح سيارات او غسيل او دهان او غيرها من الاعمال الصعبة على الكبار فكيف الحال بالصغار ؟
مرحبا بك في مدونتي دعدوشة
شاهدت في حلقة من برنامج خواطر خمسة أطفال يابانيين قطعوا 2 كلم من البيت الى الحديقة لوحدهم ، و لما سأل المقدم مرأة يابانية : الا يشكل هذا خطر عليهم ؟؟ قالت : هل هذا في بلادكم خطر ؟؟ فقال : بدأ الإحراج ..
و فعلا عيب جدا أن يحصل هذا لأطفالنا و بلادنا تملك من الثروات القناطير
و في تعقيب قاله مصور الحلقة قال : لو ترك طفل في بلادنا يمشي وحده فإما سيخطف و إما سيشغل في التسول
واجبنا أن نحميهم و نحن عليهم..
موضوع ذو بعد انساني نبيل جدًا
مع فائق الشكر و التحية .
اطفال الرصيف ……
منذ تباشير العمر الأولى .. ومع إشراقة كل صباح ينطلقون إلى العمل .. هذا العمل الذي لم يتقدموا إليه ولكنهم فجأة وجدوا أنفسهم وسطه .. لا يتقاضون……
اطفال الرصيف ……
منذ تباشير العمر الأولى .. ومع إشراقة كل صباح ينطلقون إلى العمل .. هذا العمل الذي لم يتقدموا إليه ولكنهم فجأة وجدوا أنفسهم وسطه .. لا يتقاضون……