ما هو الـ moral hazard
مصطلح اليوم يخص قطاع التأمين و إدارة المخاطر بشكل عام وخاصة ما يتعلق بالبوالص التأمينية، لا افضل استخدام ترجمة له فمنهم من ترجمه الخطر المعنوي ومنهم من قال الخطر الأخلاقي.
تعريف المفهوم
الـ moral hazard هو الحالة التي يكون فيها نزعة تجاه اتخاذ مخاطر لا داعي لها لأن من سيتخذ تلك المخاطر لن يدفع تكاليف الخسارة.
على سبيل المثال يمكن لشخص لديه بوليصة تأمين ضد سرقة السيارات أن يكون أقل حرصاً على سيارته، وذلك لأن خسارة السيارة نتيجة السرقة أصبحت من مسؤولية شركة التأمين وبالتالي قد لا يتخذ كل الاجراءات الكفيلة بعدم وقوع هذا الخطر. وكذلك عندما يكون نفس الشخص غير مؤمن على سيارته فإنه سيتصرف بشكل مختلف لأنه وحده سيتحمل المخاطر في حال السرقة.
إذن الـ moral hazard ينشأ بسبب أن شخص أو شركة لا تتحمل كافة المسؤولية الكاملة لأعمالها وبالتالي لديها الميل للعناية بشكل أقل مما كانت تفعل عندما لم تكن تملك الحماية.
يعود تاريخ المصطلح للقرن السابع عشر حيث كان يستخدم على نطاق واسع بين شركات التأمين الإنكليزية. وحديثاً اصبح يطلق على حالات إحداث الخطر أو الضرر العمدي أو الغش أو التزوير وتزييف الحقائق
في ادارة الاعمال
أما في الإدارة فيمكن أن يحدث الـ Moral hazard بعدة أشكال:
– عندما يكون مدير ما محمي جيداً بمنصبه ولا يمكن التخلي عنه بسهولة، فيميل لإتخاذ قرارات خاطئة أو فاشلة نوعا ما لأنه يضمن أنه لن يتم طرده
– عندما يكون مدير ما محمي بمدير أعلى مركزاً في الهيكل التنظيمي للشركة فيميل للاستقواء به وتبرير أخطائه
– عندما يلقي المدير اللوم على المرؤوسين وأنهم سبب الفشل
– عندما يكون الدافع الأساسي للإدارة العليا في اتخاذ القرارات هو تحقيق نمو وطفرة فصلية مؤقتة للحصول على المكافات على المدى القصير والمتوسط دون مراعاة للآثار السلبية المحتملة على المدى البعيد
في تأمين الحياة
يثار الخطر المعنوي كخطر مؤكد في التأمينات العامة لكنه يظهر بشكل أكبر في تأمينات الحياة.
ـ ظهرت بوادر الخطر المعنوي في تأمينات الحياة خلال القرن الثامن عشر في انكلترا، حيث انتشرت ظاهرة التأمين على القادة والمشاهير من افراد المجتمع بواسطة افراد عاديين لا تربطهم بهم اية صلة وشاب موت بعض هؤلاء الكثير من الغموض مما اثار الشكوك تجاه المستفيدين بالقتل العمد لهؤلاء المستأمنين.!
ويبدو ان ظاهرة الخطر المعنوي في تأمين المشاهير، والتي بدأت في اوروبا قد امتدت الى ايامنا هذه على الافراد العاديين.
ـ قام بنغاليان باستدراج احد مواطنيهما الى دبي حيث امنا على حياته بمبلغ مليوني درهم 545 الف دولار لدى ثلاث شركات تأمين ثم قتلاه دهساً بسيارة للحصول على مبلغ التأمين مما اثار شكوك احدى شركات التأمين الثلاث.!
وهنا يطرح السؤال التالي: هل طلب التأمين على الحياة في هذه الشركة او تلك يتحقق من الخطر المعنوي بكافة مكوناته. وهل الاسئلة فيه تتركز على الصفات الدفينة في شخص المؤمن له.. من حيث العادات والاخلاق والطباع. Habits Morals Business ethics وبالتالي دوافع السلوك اليومية، ومبادئ العمل السوية.
ـ ان ذوي الخبرة في مجال اكتتاب تأمينات الحياة يقفون مليا امام استمارة المعلومات الخاصة بطالب التأمين ويضربون الايادي على الطاولات حين اختيار الخطر وتصنيفه selection of risk تأكيداً منهم على درجة الخطورة العالية للخطر المعنوي على محفظة تأمينات الحياة لانه خطر غير قابل للانقسام.
وهذا ما تنبهت له ووعت اليه شركات التأمين والمصنفة في احسن الاحوال جيد جداً. ولاسيما وان هذه الشركات ومنذ عدة سنوات اصبحت تطالب المستأمن بالكشف الطبي الكامل على ـ الجينات ـ
ان الخطر المعنوي في تأمينات الحياة، كما الخطر الظني في التأمينات العامة، قد القى بظله على شركات التأمين في العالم. الامر الذي حدا ببعضها بالتفكير جدياً باستعمال ـ ماكينة ـ كشف الكذب لسبر اغوار صدق طلبات التأمين للمؤمن لهم والمؤمن عليهم.!
ـ ويبقى الحل الناجع والاشد ايلاماً للقضاء على خطر ـ الخطر المعنوي ـ اعمال مبدأ المصلحة التأمينية كشرط قانوني اساسي في عقد التأمين. فوجود مصلحة تأمينية للمؤمن له يمنع تعمده احداث الخطر، حرصاً منه على بقاء النفع المادي والمعنوي لمحل التأمين .
ـ في الوجه الآخر من عدم تأمين الخطر المعنوي، تأمين ـ العقول ـ حيث تقوم بعض الشركات الكبرى في العالم بالتأمين على العاملين لديها ذوي الكفاءات العالية والاخلاق الحميدة لما يمثله هؤلاء من كسب مادي ومعنوي للشركة وهذا النوع من التأمين يحمل بوليصة خاصة معمولاً بها تسمى «كي مان» key man ولا ضير على ـ ماكينة ـ الحضارة فلها مجال واسع لرصد ارتعاشات وارتجافات اصوات الزوجات والازواج المخدوعين بكذب نصفهم الثاني..!
Comments are closed.