من سرق وظائف الأمريكين؟
انضمت الصين إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001 ومنذ ذلك الحين وأمريكا خسرت أكثر من 5 ملايين وظيفة في مجال التصنيع. تستخدم هذه الحقيقة كثيراً لإلقاء اللوم على الصين لأنها تسرق وظائف الأمريكين من خلال التصنيع في الصين للمنتجات الأمريكية مثل الآيفون وكل منتجات آبل و ديل و نايكي وغيرها.
لكن عدد الوظائف التي خسرها الأمريكين لا يقارن بما حصل للصينين خلال نفس الفترة حيث خسر قطاع التصنيع الصيني 46 مليون وظيفة. وإذا كانت الصين تسرق وظائف الأمريكين. لكن من يسرق وظائف الصينين أيضاً؟
في حقيقة الأمر إن خسارة وظائف الأمريكين في مجال الصناعة لم يبدأ منذ دخول الصين منظمة التجارة الدولية. حيث قبل 50 عام كان ثلث العمال الأمريكين يصنعون كل شيء من الأحذية لأجهزة التلفزيون وحتى الدراجات الهوائية.
اليوم يعمل أقل من 10% من العمالة الأمريكية في قطاع الصناعة، أين ذهبت الوظائف؟ لقد انتقلت إلى قطاع الخدمات !.
يعمل اليوم أكثر من 80% من الأمريكين في قطاع الخدمات. فهم يقدمون كل شيء من الخدمات المالية والاستشارات النفسية و المحاماة وغيرها.
نعم لقد خسرت أمريكا 5 ملايين وظيفة في الصناعة منذ 2001، لكن خلقت اكثر من 4 ملايين وظيفة جديدة في قطاع الخدمات. فلم يسرق احد وظائف الصناعة من الأمريكين. هم انفسهم قد فعلوا ذلك عبر قطاع الخدمات.
في العام 1900 كان السكان الريفين يشكلون 60% من الأمريكين. واليوم فقط 16% من إجمالي السكان يعيشون في الأرياف. الأمريكين انتقلو من الوظائف الزراعية إلى الصناعية والخدمية. ولم يعد يطالب أحد بالاهتمام بالوظائف في مجال الزراعة للعودة إليها. ولا احد يريد أن تعود أمريكا مجتمع زراعي.
المستقبل الأمريكي يبدو أنه سيظهر على يد الشركات الأمريكية التي لاتملك منتجات ملموسة كالفايس بوك و غوغل. حيث هذه الشركات لها قيمة كبيرة وليست مرتبطة بدول أخرى. حيث أن عوائد فايسبوك بلغت مليار دولار وتشغل 3 آلاف شخص فقط وتدفع لهم أجور عالية، كذلك غوغل أكبر شركة بحث في العالم وفيها 30 ألف موظف.
اليوم الذي ستقوم به أمريكا بصناعة أيفون، سيكون نفس اليوم الذي تقوم الصين بتصميم منتجاتها بشكل مذهل يحبه العالم.
مقال تحليلي رائع وصائب للغاية،
فعلا الأمريكيون يتجهون لقطاع لخدمات بشكل اكبر من اي وقت مضى لانه مدر للأموال اكثر و بصفة دورية و ذو استقرار كبير
هناك اراضي كبيره جدا في امريكا غير مستغله وغير مزروعه المفروض من الحكومه الامريكيه توظف الكثيرين وتعطيهم اراضي لزراعتها فهذه اكبر فائده لهم
لكن من يسرق وظئف الصنيين … لم يقدم المقال رؤية حول هذه النقطة .. حيث ان الرقم المذكور 46 مليون اكيد تذهب لقطاعات اخرى الخدمات ..
تحليل رائع شكرا لكم