تجربتي مع ست سنوات من التدوين وغيرها من العمل والربح من الانترنت
وردني سؤال من أحد المتابعين يطلب بعض النصائح حول التدوين والعمل من الانترنت، مستشهداً بعملي في عالم التقنية و مدونة ناسداك و خمسات وغيره، وأردت نشر الإجابة بشكل عام ليستفيد منه الجميع.
بدايتي مع التدوين كانت عام 2008 عندما حاول صديقي في الجامعة اقناعي بإنشاء مدونة ووردبريس مجانية أضيف فيها ما أكتبه بدلاَ من نشره على المنتديات، ومن باب التجربة فقط أنشأت المدونة و تركتها مهملة. لاحقاً بدأت أنشر فيها ما أنشره على المنتديات وبالطبع لم يكن هناك قراء ولا تعليقات وكأنها صحراء.
مرت الأيام و أصبحت هناك حركة نشطة من التدوين السوري وبدأ الشباب السوري ينشئ مدوناته وأصبحت هناك مجتمعات لتشجيع التواصل بين المدونين، وهذه نقطة مفصلية للتعرف على أصدقاء مدونين آخرين والتعليق على مدوناتهم وهم بدورهم يتفاعلون مع تدويناتك.
وبعد سنوات فضلت الإنتقال إلى مدونة على نطاق و استضافة خاصة، و حولت مدونتي الخاصة الشخصية إلى مدونة متخصصة بعد أن نقلت إليها كل المحتوى السابق. ومن هنا تابعت مع ناسداك التي تقرأون فيها هذه السطور.
في الحقيقة التدوين لم يصبح مجرد هواية بل عمل رئيسي بالنسبة لي من خلال عالم التقنية حالياً الذي تكلفت بمهام رئاسة التحرير و إدارة فريق العمل الموزع في عدة دول عربية، وشغلت قبلها عدة وظائف في مواقع اخرى .. كلها تصب في مجال التحرير الإخباري والتدوين المتخصص في مجال التقنية عموماً.
أما حكايتي مع خمسات فهي شيء آخر وكنت قد تحدثت عنه هنا، ولأني لا أملك الوقت الكافي لتنفيذ الخدمات فقد فضلت أن استثمر وقتي في المدونة وتطويرها وبعدها أبيع الروابط الإعلانية الجانبية عبر خمسات وهي مصدر دخل ثانوي أحققه من التدوين بشكل غير مباشر.
من خبرتي التي وصلت إلى ست سنوات في التدوين كتبت فيها آلاف التدوينات لاشك يمكن أن أعطي بعض النصائح للمدون المبتدئ. شخصياً أنا من أنصار المدرسة التقليدية التي تقول أن المحتوى هو الملك .. المحتوى عالي الجودة والنوعي هو الكفيل بأن يحول الزائر العابر لموقعك إلى قارئ دائم. هذا الأمر مهم جداً .. لا تنظر لعدد الزوار اليوميين .. لا أهتم ولا أتابع احصائيات موقعي اليومية .. أركز أكثر على المدى المتوسط والبعيد بأن أحول قاعدة الزوار إلى جماهير متابعة .. حينها سيقرأون كل ما ينشر على الموقع أول بأول .. انها مسؤولية و أمانة و مهمة صعبة.
انت نفسك .. كم مرة حصل وزرت مدونة جديدة لكنك خلال أقل من دقيقة أغلقت الصفحة ولم تعد إليها مطلقاً، وحتى لم تعد تذكر اسمها أو رابطها أو اسم المدون؟. لكن على النقيض، كم مرة حصل معك ودخلت لمدونة فيها مقالات عالية الجودة في مجال اهتمامك ولشدة إعجابك بها قمت بقراءة كل تدويناتها! .. الأرشيف كاملاً .. وحتى قد تحمّلها على جهازك لتقرأها دورياً وأصبحت قارئ دائم للمدونة وحتى تتفاعل مع التدوينات وتعلق وتناقش وأيضاً تشارك محتواها لأصدقائك ليستفيدوا منها. هذا هو هدفك .. وليس زيادة عدد الزوار .. ألف زائر عابر لا يساوي حتى قارئ دائم.
أما من أين تأتي الأفكار؟ و كيف أطور أسلوبي في الكتابة؟ هناك الكثير من النصائح في هذا الصدد. بداية من لا يقرأ لن يمكنه الكتابة، كيف ستعتبر نفسك مدون وأنت بحياتك لم تقرأ سوى الكتب الجامعية؟ يجب أن تكون قارئ .. وبعدها تصبح قارئ نهم .. وبعدها تتحول إلى التفكير فيما تقرأ والانتقاد والتعليق وحتى محاورة الكتاب الذي تقرأه، وطبعاً الأهم من كل هذا هو تنويع مجالات القراءة. اخرج من دائرة الأمان الخاصة بك، اقرأ عن مواضيع تخاف منها أو لا تفهمها أو حتى تظن نفسك أنك لا تحبها، أقرأ أنواع مختلفة من الفنون الأدبية.
حتى لو كانت مدونتك في مجال غير أدبي، لنفرض أنها تتحدث عن البرمجة أو التصميم، القراءة ستعطيك مخزون جيد من المفردات التي قلما تستخدمها إن لم تكن قارئاً. القراءة ستعدل من أسلوبك، و تصحح أخطاءك الإملائية والنحوية وهذا بند آخر لايجب أن تغفله. الخطأ الإملائي مثل النقطة البيضاء في بحر أسود دامس، فوراً تلتقطها عين القارئ بالتالي يغفل فكرة المقال والمعلومة منه ويركز عليها.
بعض الأفكار السريعة:
1- اجعل العنوان قصير قدر الإمكان، ومباشر، ولابأس من بعض الغموض اللذيذ
2- لو كان المقال طويلاً، قسمّه إلى ثلاثة مقاطع وضع لكل مقطع عنوان مناسب
3- لا تهمل الفاصلة، فهي الإستراحة بعد الشهيق الطويل. ولتكن كل فقرة لاتزيد عن 3-4 أسطر وكل سطر يحوي فاصلة على الأقل بين فقرتين.
4- عندما تتصفح الويب، أجعل ذهنك متفتحاً بحيث أن كل فكرة تجدها أمامك يمكن تطويرها لتصبح موضوع تدوينة.
5- المدون المحترف يمكنه كتابة تدوينة من 500 كلمة استناداً إلى تغريدة تحوي 140 حرف. كم من الوقت ستستغرق للوصول إلى هذا المحترف؟
6- نعم يمكنك تحقيق دخل كريم والعيش من وراء التدوين .. وأيضاً نعم باللغة العربية ! هناك فرص رائعة تبحث عمن يقتنصها، لاتسألني أن أدلك عليها، طوّر نفسك وستلاحقك بنفسها.
بونص: حصلت على المركز الرابع في مسابقة أرابيسك للمدونات العربية متفوقاً على المئات، وكذلك رشحت ضمن أفضل المدونين في مسابقة Arablog السنوية للتدوين لكن هذا لا يعتبر بالنسبة لي أي انجاز يذكر، الإنجاز الحقيقي هو في التأثير الذي تتركه من بعدك
بعد 9 أشهر من التدوين والكتابة اكتشفت أن التدوين ليس مجرّد هواية أو مصدر دخل
التدوين ببساطة أسلوب حياة 🙂
موفّق صديقي محمد
مقال رائع وافادني
مبدع كعادتك محمد 🙂
شكراُ على مشاركة هذه المعلومات القيمة أخ محمد؟
كم وسطياً الربح الذي تجنيه من الإنترنت (من التدوين ومن خمسات) في الشهر الواحد؟
الكثير جداً مما يجعلني لا أرغب العمل في أي وظيفة أرضية متاحة لي حالياً، ولا تتوقع أن هذا الأمر سيكون صحيحاً معك بالضرورة، ولا تتوقع أن هذا المجال هو الأفضل على الإطلاق .. الحياة فرص .. كل منا يأخذ فرصته
شكراً لك على النصائح, وفقك الله.
ممتن لك جدا على مشاركتك تجربتك 🙂
شكراُ على مشاركة هذه المعلومات القيمة أخ محمد ♥
تمام بارك الله فيك معلومات مفيدة أنا من المعحبين بأسلوب كتابتك المميز ربنا يبارك لك ويزيدك .
شكرا لك..المقال جميل فعلا..و أنت محق فمثلا مدونتك أثارت اهتمامي و سأقوم الان بحفظها للعودة لاجقا.. لدي سؤال : هل استثمرت مبلغا من المال في البداية قبل أن تبدأ بجني الأرباح؟ و متى بدأت بالربح منذ أنشأت هذه المدونة؟
شكراً لاهتمامك .. لم استثمر شيئاً قبل جني الارباح، في الحقيقة حتى الاستضافة واسم النطاق اهداني اياهم احد الاصدقاء بسبب عدم توفر امكانية الدفع الالكتروني في بلدي .. وبعد اطلاق المدونة على النطاق الجديد خلال اقل من سنة بدأت بتحقيق الأرباح من بيع المساحات الاعلانية والروابط وقبلها عملت في مجال الترجمة
مقال رائع جدا
مقال رائع شكرا
ما شاء الله عليك. .. كلام حلو وجميل يكفي ان تخرج من المقال بنفسيه طموحه ومثابره .
مشكور أخى الكريم موفق بإذن الله ،، بالنسبة للأخ عمر الذى سأل عن ربح الأستاذ محمد حبش ،، فإن هذا لا يصح مطلقا ، لأن الرزق لايجب السؤال عنه هكذا على الملاء ،، اسأل الله يااخ عمر رزقا حلالا طيبا واسعا اللهم آمين .
مقالة رائعة..أنا أيضا بدأت بمدونة مجانية ثم نصحني البعض بالانتقال إلى موقع بدومين واستضافة لمدة أشهر، وبما أنني لدي خبرة بكتابة المقالات ولكني مبتدئة في مجال التعامل مع المواقع توقفت ولم أدر كيف أبيع الاعلانات من خلال موقعي.