لماذا انخفضت اسعار النفط؟
خلال الشهور الثلاثة الماضية هبطت أسعار النفط بشكل حاد من أكثر 95 إلى حوالي 65 دولار للبرميل ومرشح للهبوط بشكل أقسى، سنبسط هنا السبب العلمي الاقتصادي وراء ذلك على شكل خطوات متتابعة:
1- لفهم واضح نعود إلى منتصف الألفية: ارتفاع كبير في اسعار النفط بسبب نمو الطلب العالمي خاصة في الصين، العرض لا يكفي الطلب والنتيجة كانت اسعار قياسية وصل البرميل إلى حدود 140$
2- نتيجة الطلب الكبير بدأت شركات الطاقة بالبحث عن طرق استخراج جديدة للنفط. في أمريكا اتبعت تقنيات التكسير والحفر الافقي لاستخراج ما يعرف باسم النفط الصخري
3- ارتفع انتاج امريكا 4 ملايين برميل يوميا واضافها للانتاج العالمي ليرتفع العرض منذ 2008 – الانتاج العالمي 75 مليون برميل يوميا، لذا اضافة امريكا هامة.
4- الانتعاش في العرض والانتاج الامريكي والكندي والروسي لم يكن له تأثير بالغ على السعر العالمي بسبب تراجع الانتاج في عدة دول لاسيما ليبيا و العراق والعقوبات الامريكية على النفط الايراني ما خفض صادراتها. لذا الزيادة في الانتاج لاسيما من الصخري تآكلت نتيجة خفض عرض هذه الدول.
5- بدءاً من سبتمبر 2014 عادت هذه الدول مثل ليبيا وبعض مناطق العراق بالعودة للانتاج. تزامن ذلك مع تراجع الطلب في اسيا و اوربا وتحديداً في الصين واليابان والمانيا.
6- نتيجة لكل هذا .. تراجع الطلب العالمي و ارتفاع المعروض العالمي .. بدأت الاسعار تهبط من 115$ إلى 80$ للبرميل في وسط نوفمبر.
7- اجتمعت اوبك، قررت البقاء على حصص الانتاج والعرض عما هو عليه، النتيجة المزيد من الهبوط ليصل إلى مستويات 60$ للبرميل.
فنزويلا و ايران ارادت من اوبك وتحديداً من السعودية خفض حصتها من الانتاج لرفع السعر لأن هذه الدول تحتاج سعر مرتفع للبرميل لتحقق نقطة تعادل موازناتها
السعودية – أكبر منتج نفط بالعالم – رفضت خفض الانتاج بالتالي ساهمت باستمرار خفض السعر
أخيراً:
لاشك انها حرب نفطية باردة تشنها السعودية وأمريكا من جهة ضد روسيا وايران من جهة أخرى، تماماً كما حصل في التسعينيات و أدت لإنهيار الاتحاد السوفيتي.
السعودية يمكنها التعايش مع سعر نفط منخفض للاحتياطي النقدي الضخم الذي تملكه، لكن خسائر روسيا وايران أكبر لأنها رسمت موازنتها مع سعر نفط مرتفع بالتالي ستقع في عجز. لكن هذا الوضع لن يطول، ستدفع الدول الخليجية تكلفة باهظة تؤدي بها للتقشف وخفض الانفاق وقد تقع بعضها بالعجز بعد سنوات من الفوائض.
من أروع المدونات الموجودة على الساحة ، كل الشكر لك
أليس انخفاض سعر النفط سيؤدي إلى استيراد كميات أكبر له من هذه الدول ( ايران و روسيا) باعتبار أن سعره منخفض, مما يؤدي إلى دخول القطع الأجنبي لهذه الدول وبالتالي تحقيق مركز اقتصادي أقوى لفترة لا بأس بها.(على الأقل أن هذه الدول تخضع لعقوبات اقتصادية ).
النتيجة التي أريد الوصول لها ليس كل هبوط في عملة دوله من الدول يعني أن اقتصادها ضعيف.
أرجو المناقشة والتوضيح!!!!
تناقشنا على صفحة المدونة على فيس بوك وهذا تعليقي:
لا، انخفاض السعر يؤدي لزيادة الاستيراد لدى الدول التي لا تنتج كثيراً، مثل سينغافورة وغيرها من الدول الاسيوية وبعض الدول الاوربية بالفعل زادت مشترياتها الان
لكن لماذا ايران وروسيا تستورد طالما ان انتاجها يكفيها ويزيد؟
بالعكس ايضا الاستيراد يؤدي لاستنزاف القطع الاجنبي، التصدير يؤدي لزيادته
استاذ محمد
اولا: شكرا على ايجاز المعلومات
ثانيا: حسب اطلاعي اظن ان روسيا هي اكبر منتج للنفط في العالم بانتاج يقدر حوالي 10.5 مليون برميل يوميا ، تليها السعودية ب 9.5 مليون برميل يوميا
ثالثا: لا اظن ان معظم الدول الخليجية وعلى راسها السعودية تخشى عجزا في الميزانية خصوصا مع احتياطي نقدي ضخم يقدر بحوالي 800 مليار دولار ، فيمكن لها و لعدة دول خليجية اخرى العيش لمدة خمس سنوات قادمة بكل اريحية
رابعا: سؤالي هو لماذا لا تقوم روسيا مثلا بكسر الطوق عنها واخفاض انتاجها النفطي لتقوم بذلك برفع السعر ، فتكسب بالحالتين اي انتاج اقل بسعر اعلى؟!
مرحباً انس
حسب موقع ادارة معلومات الطاقة الامريكي فإن السعودية اولا بإنتاج 11.73 مليون برميل يوميا بينما روسيا تنتج 10.4 مليون برميل يومياً.
المقصود بالعجز هو العجز السنوي، أي الايرادات التي ستحققها خلال السنة ستكون أقل من مصاريفها لأنها نظمت ميزانيتها على سعر دولار مرتفع. السعودية وضعت ميزانيتها على نفط 80 بينما روسيا على حوالي 100 او 110. لو استمر الوضع هكذا لفترة طويلة فإن ميزانيتها للعام القادم ستصاب بعجز .. هذا ليس شيء خطير للوهلة الاولى ولايعني انهيار اقتصادي طبعا .. لكن دول نفطية اعتادت على الفوائض وتصاب بعجز هنا الشيء السلبي .. دول اخرى مثل امريكا صار لها عشرات السنوات بعجز وحتى ديون تفوق ناتجها المحلي الاجمالي فلا مشكلة
سؤالك الرابع وجيه لكن انتاج روسيا 11 مليون لايمثل ثقل كبير عالمياً، بالتالي لن تتمكن من اجبار باقي الدول – لوحدها – على خفض الانتاج .. لهذا مطلوب تعاون على مستوى عدة دول .. لكن الطريف أن الدول تدعو أوبك لخفض الانتاج مع ان اوبك تمثل حوالي ثلث انتاج العالم فقط، روسيا ليست ضمن اوبك .. لو اتفقت بعض الدول المنتجة خارج اوبك على خفض الانتاج حينها سيكون لنا حديث اخر
أعتقد بأن روسيا دولة مستهلكة أكثر مما هي مصدرة، لذلك خفض انتاجها سيؤدي الى نقص في الاستهلاك وبذلك تحقق أزمة جديدة، أما السعودية فهي تصدر أكثر مما تستهلك وقرأت بأن احتياطها النقدي يتجاوز ٣ تريليون ريال
أفضل حل هو انهيار كل الدول المصنعة للنفط … خلونا نفت البرتية من جديد ونصفر العداد لنعرف نلعب ..
تعليق غير علمي لكن المقصود منه هو كف بلاء هذه الدول عن الدول الصغرى وكبح تطورها …
[…] المصدر […]
هنالك زاوية اخرى يستوجب النظر اليها، هي تكلفة انتاج برميل النفط، ففي روسيا التكلفة اعلى من دول الخليج ، فتدني سعر البرميل لايعني فقط تراجع في ارباح المبيعات من النفط لكن يعني خسارة تامة لروسيا، ومن ثم خسارة حصتها من السوق مما يمكن دول الخليج تعويض السعر المنخفض بانتاج اعلى والاستحواذ على حصة الدب الروسي.
ما سبب تراجع الطلب من اسيا واوروبا (الصين واليابان-المانيا) رغم ان الطلب كان متزايد ماذا حدث جعلهم لايحتجون او لا يطلبو كثيرا مثل السابق ؟؟؟
[…] هو متوقع نتيجة لإنخفاض أسعار النفط لجأت السعودية إلى الإقتراض لتعويض عجز الميزانية […]
المقال جميل ومفيد وقد حدث بالفعل ان دولا من خارج اوبك اتفقت مع دولا اعضاء في اوبك على خفض مشترك للنفط فمن داخل اوبك اتفق على خفض قيمته 1.2 مليون ومئتي الف برميل ومن خارج اوبك 600 الف برميل المجموع الكلي هو 1800 مليون وثمانمائة الف برميل وهذا سيدفع السعر الى الصعود ولكنه متوقف على التزام المنتجين من خارج اوبك واولهم روسيا فهي دائما كانت ترفض الخفض وسوف يطبق الاتفاق في الاول من ينانير ببدء الخفض الا انه لن يرفع الاسعار الى الاعلى كثيرا فزيادة الأسعار ستدفع منصات التنقيب عن النفط الصخري بالازدياد وهذا بدوره سيقف عائقا امام تقدم السعر باتجاه الاعلى