ديربي .. برنغلز سوريا
هناك مثل حديث لدينا في سوريا يقول ” ديربي الوطن ولا برنغلز الغربة ” في إشارة إلى بطاطا ديربي الشهير بطعمه وكيسه وشكله المميز الذي يسلب عقول السوريين مع أنه يبدو متواضعاً أمام سطوة برنغلز.
تعود قصة مصنع ديربي للبطاطا إلى عام 1980 عندما افتتح الصناعي الحلبي عادل عفش مصنع رقائق البطاطا بعد أن حصل على امتياز جنرال ميلز الأمريكية للأطعمة والشيبس. وجاءت تسمية ديربي من اسم مدينة ديربي في شرق بريطانيا.
ترك عادل عفش وظيفته كمدير البنك التجاري فرع 1 و بعدها مدير البنك العربي في طرطوس، وتوجه ليؤسس الصناعة السورية حيث يحمل مصنع ديربي الرقم 1 في السجل الصناعي.
ويتميز بطاطا ديربي بعدة مزايا لم تتمكن كل العلامات التجارية التالية بأن تتمكن منه، مع أن البطاطا تأتي بطعم واحد وكيس واحد يستخدم من سوبر مان شعاراً له بلونه الأحمر، وطوال فترة سابقة كانت البطاطا تأتي بشكل واحد أيضاً وبعدها أصبحت تأتي بشكلين يتم مزجهم داخل الكيس.
ما الذي يميز بطاطا ديربي عن غيره؟ هذا السؤال توجهت به إلى عينة عشوائية من الذين تربوا والديربي جزء من حياتهم اليومية وغالباً ما يخصصون له مصروفهم اليومي أيضاً. من ولد في الثمانينات وتحديداً 1985 وبعد لم يكن يعرف شيء أفضل من الديربي يستحق ليراته الخمس الذي أعطاه إياها والده.
البعض يرى في طعمه الطبيعي شيء مميز لم يتمكن أحد من تقليده، سواء البطاطا المقلية المقرمشة، أو النكهة المضافة لها. في حين ذهب آخرين لإرتباط المنتج بالوطن، وتحديداً بمسقط رأسه فالحلبية يشترون الديربي لأنه حلبي، وأيضاً ارتبط بطفولتهم فالجيل الشاب الآن لم يعرف تنوع كبير في المنتجات في طفولته كما يشهده أطفال اليوم. لم تكن هناك مولات تجارية ولا منتجات مستوردة، كان الديربي الأكثر تناولاً ووجوداً على رفوف المحلات.
فضلاً عن هذا كان الديربي الشيبس الأجود والأنظف والأكثر ثقة بين العلامات التجارية الأخرى، فقد كان مصنوعاً من البطاطا الطبيعية ولم يتحدث أحد يوماً عن حالات تسمم غذائي حصلت نتيجة تناوله كما حصل مع علامات اخرى مصنوعة من طحين البطاطا أو أشكال اخرى.
بعد قصة نجاح الديربي حاول البعض تقليده، وفشلوا بالطبع، ظهرت هناك علامات تجارية مشابهة تحمل أسماء مقتبسة مثل درني و درمي وحتى قلدوا شكل الغلاف ولونه، لكنها لم تتمكن من الفوز بقلوب المشترين. بقي ديربي هو المطلوب رقم 1 كما كان صاحب السجل رقم 1. وأهم ما تميز به ديربي ولم يتمكن المقلدين من محاكاته هو الحفاظ على نفس الجودة طوال حياته، ديربي مع 25 سنة من الإنتاج لم يتغير طعمه ولم يتراجع كمنتج أبداً مهما ظهر أمامه من منافسين أفضل وبنكهات مميزة أكثر وحتى منتجات بديلة مثل البوشار Popcorn.
لاحقاً أصبح التجار يستوردون البرنغلز أيضاً، بنكهاته المتعددة وعبوتها الأسطوانية وشكلها الموحد، مع ذلك لم تتمكن من منافسة ديربي خاصة أن فارق السعر كبير جداً ما بين المحلي والمستورد.
حمل السوريين والحلبية تحديداً في قلوبهم حب الديربي إلى كافة أصقاع العالم، وأصبحت المتاجر والبقاليات في الخليج تحديداً تستورد الديربي من حلب لتبيعه هناك للجالية السورية التي أطلقت المثل سالف الذكر.
اقرأ أيضاً: كوكتيل ابو شاكر .. الشركات العائلية وجهاً لوجه مع الامتياز
سر نجاح ماكدونالدز ليس له علاقة بالهمبرغر ! (تفاصيل أكثر عن الامتياز التجاري)
الحقيقة أنا عبدور هون بالسعودية على محل يبيع ديربي مالاقيت, لاقيت جزء كبير من منتجات كتاكيت وغيرها, بس ديربي لسه ما لاقيت, وجاري البحث 🙂
نفس عندنا في سلطنة عمان ،، العمانيون لايحبون الا بطاطس عمان