المستثمر الملائكي هي ترجمة حرفية لمصطلح angel investor ويتميز هذا النوع من المستثمرين بأنهم أفراد لديهم أموال طائلة يستثمرونها مباشرة في شركات ريادية واعدة مقابل الحصول على أسهم في تلك الشركات.
تشير التقديرات إلى أن المستثمرين الملائكة استثمروا 19 مليار دولار في 55 ألف صفقة تمويل وشركة منهم 35 ألف شركة صغيرة في عام 2008. معظم عمليات التمويل كانت في المراحل الأولى من حياة الشركات الناشئة.
يبحث المستثمرين الملائكة عادة عن الشركات الإبتكارية التي يمكنها النمو بسرعة في المبيعات وخلق القيمة، ومعظم الشركات الهامة اليوم كانت في بداياتها شركات ناشئة حصلت على تمويل من مستثمرين ملائكة مثل قوقل وياهوو وامازون وفيس بوك وستاربكس وباي بال وغيرها.
من خلال التمويل ورأس المال المقدم من المستثمرين الملائكة، والإشراف والإرشاد والخبرة الطويلة في الإدارة، يساعد هؤلاء المستثمرين الملائكة على تطوير الشركات الناشئة التي يستثمرون فيها.
عادة يكون لدى المستثمرين الملائكة شبكة علاقات عامة واسعة تمكنهم من ربط مؤسسي الشركات التي يستثمرون فيها بوصلهم مع مستثمرين أو زبائن مهتمين بالشركة ومنتجاتها وخدماتها. كما يمكن لهؤلاء المستثمرين تجنيب الشركات من الوقوع في مطبات نظراً لخبرتهم السابقة في شركات مشابهة.
هناك اختلافات بين المستثمر الملائكة والمستثمر المخاطر VC، عادة المستثمر الملائكة يستثمر أمواله الخاصة في الشركات الناشئة وفي مراحل حياتها المبكرة والأولى، في حين أن المستثمر المخاطر يقدم رأس المال للشركات ويكون نفسه قد حصل على هذا المال من عدة جهات اخرى أو من واردات استثماراته في شركات اخرى ويدخل في التمويل بمختلف مراحل حياة الشركة المالية.
يقدر بأن هناك أكثر من 225 ألف مستثمر ملائكي في أمريكا وحدها قام باستثمارات خلال العامين الماضيين, ويمكن لأي مستثمر لديه ثروة تزيد عن مليون دولار بأن يصبح مستثمر ملائكة.
ماذا عن المخاطرة التي يواجهها المستثمرين الملائكة في استثماراتهم؟ تشير دراسة أكاديمية أن المستثمرين الملائكة يخسرون بعض أو كامل التمويل في 52% من الاستثمارات التي يدخلونها لأن الشركات المستثمر فيها تفشل. لهذا يقوم المستثمرين الملائكة الأكثر خبرة بتمويل والإستثمار في عشرة شركات على الأقل على أمل أن يحققون العائد على استثماراتهم. حيث يأملون أن تقوم شركة أو اثنتين بالنجاح وتحقيق العائدات المجزية.
اقرأ أيضاً: من هم المستثمرون الملائكة
أهلا محمد،
كم أتمني أن أري العديد من المستثمرين الملائكة في الوطن العربي، أحد الامور التي ساعدت الشركات الناشئة في النجاح والتقدم في المجتمع الغربي هو وجود الوعي بهذا النوع من استثمار الأموال الامر الذي ساعد العديد من المدن بالنمو والتطور كما رأينا في Silicon Valley والأن في لندن حيث أن هذا النوع من المستثمرين أصبح فعلا يحتكر مجال نجاح الأعمال الريادية.
في رأي فإن المستثمرين في الوطن العربي بحاجة إلي التوعية ليس فقط بالجوانب الربحية العالية في هذا النوع من الاستثمار ولكن توعيتهم بأن لديهم الفرصة في تكوين مجتمعات عربية ريادية لها القدرة علي الابتكار والنهوض وتحسين الاقتصادات المحلية لديها.
تحياتي،
معاذ