لم يستغرقني كتاب ” الأزمات الاقتصادية العالمية – كيف حاول الآخرون حل مشاكلهم” للصحفية إيفلين المصطفى أكثر من اسبوع حتى أنتهي منه، وكان شعوري بعده: هكذا كتاب يجب أن ندرسه في الجامعة.
استغرب كيف أننا درسنا حوالي 50 مادة في كلية الاقتصاد بدون أن نتعرض للأزمات المالية، اسأل أي طالب اقتصاد وسيعرف فقط أزمة الكساد الكبير 1929، وإن سألت طالباً درس في تخصص مالي، سيضيف لهم أزمتي النمور الآسيوية 1997 و أزمة الرهن العقاري 2008. وكل هذه الأزمات مررنا عليها مرور الكرام ضمن مادة لا تتعلق بها، وهذه مشكلة خطيرة.
في الحقيقة قد نكون من المحظوظين أن أزمة الرهن العقاري حدثت ونحن لازلنا طلاباً، وهنا شخصياً حاولت اشعال النقاش حولها في كل محاضرة مع أساتذة اعتقد أنهم قادرين على توضيح المزيد من التفاصيل. كانت متعة لا تضاهى عندما طلب مني اعداد محاضرة عامة عن الأزمة المالية العالمية.
بالعودة لكتاب إيفلين، فعلاً نحن بحاجة لمادة تضاف لكليات الاقتصاد أو العلوم المالية بفروعها ندرس فيها الأزمات المتعددة التي ضربت دول العالم. وطالما ليس هناك كتاب من هذا النوع – على حد علمي -، كتاب إيفلين يفي بالغرض مبدئياً.
يستعرض الكتاب، كما يبين اسمه، الأزمات المالية التي ضربت عدة دول، سواء كانت صديقة للرأسمالية كتركيا أو تعاديها ككوريا الشمالية، سواء كانت بأسباب سياسية أو بسبب حروب أو سوء إدارة البلد أو غيرها.
بعض التجارب كما حصل مع الأرجنتين نال نصيباً كبيراً من البحث والتمحيص والتسلسل التاريخي للأحداث، فنحن لم نسمع إلا بأعلى قمة جبل الجليد فقط، في حين أن هناك الكثير تحت السطح لم يصلنا.
لم يورد الكتاب فصلاً للحديث عن سوريا، وهو ما تمنيته صراحة، لكن اكتفت الكاتبة أثناء الحديث عن الدول الأخرى بالإشارة إلى تشابه ما مع الحالة السورية، ومع نقد لتصرفات الفريق الاقتصادي وسوء إدارته للأزمة الاقتصادية نتيجة الحرب.
أخيراً، أشكر الكاتبة على جهدها في هذا العمل وأتمنى أن يبنى عليه كتاباً موسوعياً أكثر، يرتب الأزمات وفق سياق معين، سواء تاريخي أو حسب الشبه والموضوع أو على الأقل المسبب. هذا كتاب يجب أن يقرأه الجميع، لأن التاريخ يكرر نفسه، ولأننا لا نتعلم منه، لعله يكون صفعة في وجهنا كي نستفيق.
اقرأ أيضاً: الكتاب السابق لايفلين .. الاقتصاد والصحفي
[…] لم يستغرقني كتاب ” الأزمات الاقتصادية العالمية – كيف حاول الآخرون حل مشاكلهم” للصحفية إيفلين المصطفى أكثر من اسبوع حتى أنتهي منه، وكان شعوري بعده: هكذا كتاب يجب أن ندرسه في الجامعة. استغرب كيف أننا درسنا حوالي 50 مادة في كلية الاقتصاد بدون أن نتعرض للأزمات المالية، اسأل أي طالب اقتصاد وسيعرف فقط أزمة … Source link […]