الإبتكار يقلب المعايير في الأعمال لإتجاهات جديدة كلياً
اعتاد الناس أن يفكروا بطريقة تسلسلية ومتدرجة ومنطقية، كما اعتادوا احترام الحدود التي تعيقهم. فإذا كسرت هذه الحدود منتصراً حملوك على الأعناق بطلاً مغامرا. أما إذا كسرتك الحدود فكفاك ما لقيت. هكذا يتجه المبتكرون إلى قلب المعايير الثابتة للصناعة والعمل بالطرق الآتية:
أ- يقلبون معايير السرعة:
حققت شركة “بليموث روك” للتأمين نجاحا هائلا. فإذا كنت جربت التأمين على سيارتك ستدرك السر فهذه الشركة تدفع لك قيمة التأمين وأنت في موقع الحادث.
وذلك على النقيض من كل شركات التأمين، التي يضطر عملاؤها لتقديم طلب و تشكيل لجنة لتقدير الخسائر و تحديد مسئولية السائق ومراجعة سجلات الحادث لدى المرور ثم تقدير التعويضات وتحديد موعد لصرفها. أما “بليموث روك” فقد ابتكرت سيارة مجهزة بكل متطلبات العمل من كمبيوتر وطابعة وخط تليفون وانترنت. وفور وقوع الحادث، تتوجه السيارة لتقدير حجم الأضرار واتخاذ الإجراءات الورقية وعمل الاتصالات اللازمة وإصدار شيك بمبلغ التأمين قبل مغادرة الموقع.
ب- يقلبون معايير المنافسة:
تصارعت شبكتا التليفزيون WBTV و WSOC العاملتان في شمال كارولينا على جذب المشاهدين. قامت الأولى بتوزيع أرقام يانصيب صفراء على سكان المنطقة، وأجرت سحب ا لاختيار الأرقام الفائزة ومنحها جوائز، بحيث تجتذب السكان الذين يتوقعون الفوز لمشاهدة برامجها أطول فترة ممكنة. ودخلت الشبكة الثانية المنافسة، و وزعت أرقاما خضراء، ورصدت جوائز أكبر من الأولى لتجذب نفس المشاهدين.
و هكذا تفاقم الصراع بين الشبكتين لمنح جوائز أكبر وأغلى. لكن شبكة التليفزيون الثالثة في نفس الولاية لم تمنح أية جوائز، و اكتفت بعرض الأرقام الفائزة في الشبكتين المتنافستين. فاستطاعت أن تجذب مشاهدي الشبكتين دون أن تنفق قرش واحد على المنافسة.
ج- يقلبون رغبات المستهلك:
تحرص ورش صيانة السيارات على الاقتراب من العميل داخل المدن وعلى الطرق المزدحمة. لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لورشة “شارلي كيس”. اختارت هذه الورشة موقع نائي تماما هو مطار المنطقة، لتجتذب عملائها. فغيرت رغبات هؤلاء العملاء تماما. فكيف كان ذلك؟
يحضر العميل ليستقل الطائرة و هو يقود سيارته، ثم يسلم السيارة للورشة لتقوم بالصيانة المطلوبة خلال سفره. كما تتم محاسبة العميل على ٤ دولارات في اليوم مقابل بقاء السيارة في مركب الورشة.
د- يقلبون معايير تميز السلعة والخدمة:
تقدم مجموعة مستشفيات “أميل” في البرازيل تشكيلة عجيبة من السلع والخدمات. فهي توفر الاستشارات الطبية عن طريق الهاتف، كما تمتلك لسلة من الصيدليات في مناطق متفرقة تعمل ٢٤ ساعة وتوصل الأدوية التي يصفها الأطباء إلى المنازل. ومقابل اشتراك شهري قدره دولارين يتم نقل المريض من منزله إلى المستشفى في سيارة أو يأتي إليه الطبيب إذا أردت. هذا فضلا عن توفير طائرة هليوكوبتر للحالات الحرجة.
Comments are closed.