فضيحة تلاعب فولكسفاغن أسوء من غش إنرون
لعل فضيحة عملاقة الطاقة الأمريكية إنرون وتلاعباتها المحاسبية من أشهر عمليات الاختلاس المالي والافلاس في تاريخ الشركات الأمريكية حتى أن هناك أمثال شعبية تطلق عليها وتم إنتاج فيلم أيضاً حول القصة. لكن ظهور فضيحة تلاعب عملاقة السيارات فولكسفاغن مؤخراً قد تجعل منها أسوء مما نعرفه عن إنرون.
1- قامت فضيحة إنرون بشطب مدخرات الآلاف نتيجة الإفلاس، إلا أن فولكسفاغن تهدد حياة الملايين. حيث أن معدلات احادي اوكسيد النيتروجين المرتفعة 40 ضعف الحدود المسموحة بها تهدد صحة البشر خاصة الأطفال الذين لديهم مشاكل تنفسية.
2- ضغطت شركات صناعة السيارات الأوروبية بقيادة مجموعة فولكسفاغن بقوة على حكومات دولها من أجل الترويج لاستخدام محركات الديزل من أجل خفض انبعاثات الكربون، والتلاعب الذي كان من فولكسفاغن كان في عدد من طرازات محركات الديزل تحديداً. ونتيجة تقديم دعم حكومي فإن نصف سيارات الركاب في أوروبا تعمل بمحركات الديزل.
بالمثل فإن شركة إنرون كانت تطلب من موظفيها أن يشترو أسهم الشركة مع أنهم يعرفون أنها ستفلس !
3- القضايا والغرامات التي ستفرض على فولكسفاغن أكبر مما واجهته إنرون. تريد وكالة حماية البيئة الأمريكية من المجموعة الألمانية دفع 18 مليار دولار بالإضافة إلى حوالي قضايا من أصحاب السيارات ووكالات بيع السيارات رفعت في 50 ولاية أمريكية. حيث تبخرت قيمة ممتلكات هؤلاء بين ليلة وضحاها !
4- اختفت إنرون بعد أن ظهرت الفضيحة المالية أنها تلاعبت محاسبياً بالمستندات وأخفت خسائر كبيرة كانت تواجهها الشركة, فولكسفاغن عرضة للإختفاء حتى مع أن وضعها المالي جيد. لكن انخفاض سعر سهم الشركة ادى لشطب جزء من قيمتها السوقية والتأثير على سمعتها والثقة بسياراتها لاحقاً بالإضافة للغرامات القانونية التي ستفرض عليها كلها قد تؤدي لإفلاس الشركة.
عندما اختفت إنرون لم يكن عمرها كبيراً، كانت لاتزال فتية بمعايير فولكسفاغن التي وصل عمرها اليوم إلى 78 سنة.
5- تمثل فولكسفاغن لاعب رئيسي في صناعة السيارات الألمانية، فهي مجموعة ضخمة تضم عدة شركات مثل بورشة، بالتالي هذه الفضيحة من شأنها التأثير على سمعة السيارات الألمانية ككل. وطالما كانت مرسيدس، bmw، اودي وغيرها تفاخر بأنها علامات تجارية ألمانية.
في حين أنه كان من السهل على الأمريكيين أن يبعدو أنفسهم عن إنرون، لكن الأمر ليس بهذه السهولة في الشركات الألمانية التي تربط اسمها باسم البلد.
6- استثمرت الشركات الأوروبية والآسيوية لصناعة السيارات مبالغ ضخمة وسنوات طويلة في تطوير محركات الديزل، حتى لو تبين أنها لم تقم بأي نوع من الاحتيال فإن هذه الفضيحة ستؤثر على سمعة محركات الديزل على أنها ملوثة للبيئة بعد عقدين من العمل على إزالة هذه الصورة السلبية ما يعني فقدان عشرات آلاف فرص العمل.
اقرأ أيضاً: 10 حقائق عن دور فولكسفاغن في صناعة السيارات الألمانية
Comments are closed.