التسويق الشخصي والعلامة التجارية في العالم الرقمي
عندما تذهب إلى مقابلة عمل، تقضي بعض الوقت في تحسين مظهرك العام لأنك تريد خلق انطباع أول يدوم يساعد في حصولك على فرصة العمل لأنك تبدو كالمحترف. نفس الأمر ينطبق على الانترنت. فالعالم الرقمي يوازي الحقيقي، وهنا لشخصيتك مظهر عام ويمكن تحسينه للفوز بالانطباع الأولي الجيد.
أصبحت الشركات لدى الغرب تعرف جيداً هذا الأمر. عندما تريد توظيف أحدهم فإنها تبحث عنه في الانترنت لتأخذ فكرة عامة عنه غير التي أدرجها في سيرته الذاتية. لتنظر في الشبكات الاجتماعية وتتعرف على طبيعة شخصيته ومشاركاته وحتى صورته الشخصية لها دور في تكوين الانطباع. من هنا ينبغي عليك أن تولي اهتماماً لعلامتك التجارية على الانترنت، أن تقوم ببعض التسويق الشخصي ليس على الواقع فحسب بل على الانترنت لأنها عامل حيوي في نجاحك اليوم.
ما هي العلامة التجارية الشخصية؟
يخطئ العموم في الخلط ما بين الشعار Logo و العلامة التجارية brand. هناك فروق كثيرة جداً بينهم، فالشعار مجرد تعبير بصري برسم أو كلمات عن كيان ما. أما العلامة التجارية فهي مزيج متكامل من عدة عناصر تتضمن الشعار. عندما نقول الأمان فإنه يخطر ببالك فولفو، لكن عندما نقول السرعة فإنه يخطر ببالك فيراري أو لامبرغيني وليس فولفو حتماً، ما السبب؟ هذا شيء يدعى positioning.
أنت كشخص أو كشركة كيف تريد أن يراك الناس؟ صورتك الذهنية التي تتألف من اسمك، شكلك، خبراتك، مهاراتك، سجل إنجازاتك، قيمك، طريقة تقديم نفسك .. إلخ هي التي تجعل منك علامة تجارية في سوق يمتلئ بالعلامات التجارية المنافسة والمشابهة، فكيف تتميز؟.
عندما يوصي المرضى بطبيب معين ذلك ليس فقط لخبرته الطبية العالية، بل أيضاً لروحه المرحة، حسن تعامله مع المرضى، عدم قضاء ساعات في طابور الانتظار وربما حتى مكان العيادة. هذه عناصر تشكل علامة تجارية للطبيب تجعله مميزاً عن غيره، قد يكون بجواره طبيب شاطر آخر لكنه بشخصية حادة متعالية على المرضى فكل من يخرج من عنده يدعو عليه وإن وصف له نفس العلاج الذي وصفه الطبيب الأول.
العلامة التجارية في العالم الرقمي
في الحقبة الأولى من الانترنت لم يكن هناك كيانات رقمية. أي الزوار لم يكونوا سوى مجرد أرقام إحصائية لا أكثر. بعد أن جاءت الشبكات الاجتماعية تطور الأمر وأصبح للبشر كيانات رقمية تعكس صورتهم الحقيقية. هذه الشبكات جعلنا نتعرف على أشخاص فقط عبر شخصياتنا الافتراضية بالتالي لا يعرفونا على أرض الواقع ويثقون أن الصورة الرقمية هي مطابقة للواقعية. من هنا كان علينا الاهتمام بالعلامة التجارية للشخصية الرقمية سواء كنا فرد أو شركة.
الشخصية الرقمية وما يتعلق بها تعطي انطباع أولي يدوم أيضاً. وكما أن هناك محترفين متخصصين في إدارة العلامة التجارية للشركات والأفراد على أرض الواقع. هناك من يمكنهم مساعدتك في تحسين علامتك التجارية الرقمية إذا لم تكن لديك الخبرة الكافية. والخبر السار هنا أنك لن تتكلف مبالغ كبيرة بفضل وجود مواقع الخدمات المصغرة.
إن كنت تعتمد على الشبكات الاجتماعية لتسويقك نفسك أو شركتك فهناك الكثير من الأمور التي يجب أن توليها اهتماماً كغلاف الحساب، الصورة الشخصية. وإن كنت ترسل سيرة ذاتية يمكنك تحسينها إما بتصميمها بطريقة احترافية أو تحسين صياغتها. وإن لم يكن لديك موقع الكتروني تعتمده كمقر رقمي لك، حان الوقت لتستعين بمستقلين لإنشاء موقعك وتصميم قالب يعكس شخصيتك. أما لو كان لديك موقع وتنشر فيه عنك، فقد تحتاج للمسة مدون خبير لتحسين صياغة صفحة ” من نحن ” أو إعادة كتابة محتوى بعض الصفحات الرئيسية لتعرضك بطريقة أفضل.
كيف تصنع علامتك التجارية الشخصية؟
1- ضع رؤيتك للعلامة التجارية الشخصية التي تريدها، كيف ترى نفسك على المدى البعيد، فلو كنت مدون هل ترى نفسك مستمراً في الكتابة بمدونتك؟ أم تأليف الكتب؟ أم العمل لدى مواقع أخرى؟
2- حدد جمهورك المستهدف، أحرص على تحديد معايير دقيقة قدر الإمكان، لأن اختلاف الجمهور يتطلب منك استخدام أدوات مختلفة للوصول إليه. فلو كنت مصمم هل جمهورك هو القطاع الحكومي أم الخاص؟ ولو اخترت الخاص فهل هو شركات أم أفراد؟ هل تريد العمل بإحترافية وميزانيات عالية؟ أم استهداف زبائن أكثر بميزانيات متوسطة ومنخفضة؟
3- أنشئ أصولك، الأصول هي الأشياء التي يعرفك الناس بها. فالمدون لديه خزينة المقالات التي كتبها، المصمم لديه أعماله السابقة المنشورة، أية مشاريع برمجتها وتفخر بها، أعرضها.
4- كن متعاوناً، عندما يطلب منك أحدهم إجراء مقابلة معك لا تتردد بالموافقة، وعندما يريد أحدهم أن يقتبس من موقعك أو يجري مشروع مشترك معك، التعاون سيوصلك إلى جمهور جديد.
5- اعثر على مرشد، المرشد هو شخص بخبرة أكبر منك في مجالك ومر بنفس المطبات التي ستمر بها، سيعطيك خبرته والتي عليك موائمتها مع تجربتك وليس نسخها حرفياً.
6- راقب علامتك التجارية الشخصية، هناك عدة أدوات للقيام بهذا الأمر و أبسطها البحث عن اسمك في محركات البحث وأنظر ما هي النتائج التي تظهر لك، هل النتائج يغلب عليها الطابع الإيجابي أم السلبي؟ هل يمكنك التأثير عليها؟
انت فنان وشاطر كمان
تسلم ابو سامر الغالي 🙂