اربطوا الأحزمة .. MH370
على ارتفاع خمس وأربعين ألف قدم وبسرعة أربع مئة وستين عقدة، سلّم القيادة إلى الطيار الآلي في البوينغ 777 و أرخى رأسه للخلف ليستمتع بهذا الغروب الجميل.
الركاب في حالة ملل متوقعة تشوب كل رحلة طويلة، الجميع يطير لقضاء وقت ممتع في عطلة صيفية مع الأصدقاء والعائلة أو لوحده ليخرج من جو العمل الرتيب.
حاول الشاب العشريني ذي الشعر الأشقر الأملس الجالس في الصف الأيمن بعد خمسة مقاعد أن يروح عن نفسه فطرق سؤالاً على مسمع السيدة الشابة الجالسة بالصف المنتصف، ما سبب رحلتك؟ فأجابتك: أريد الهروب من طليقي ! هذا دفعه بفضول ليعرف من هو إن لم تكن تمانع؟ مجتهد عربش.
ظهرت أمارات استغراب على وجهه وقطّب حاجبيه، هل أنت متأكدة؟ نعم ! أقول لك طليقي !. صاح أوه .. هذا كان أسوء زبون تعاملت معه، قبل أن أصعد من هنا ألغى طلبية كبيرة وأساء لعلاقة شركتي مع الموردين وعلاقتي مع المدير.
سمعت سيدة بدينة تجلس بالخلف بالأسم فأثار فضولها واقتربت، معذرة، هل تتحدثون عن عربش؟ وهل تعرفينه أيضاً؟ نعم! لقد كان أسوء طالب في صفي، يكاد لا يهدئ ويحرّض الجميع علي، عاقبته بكل الطرق ولم أتمكن من ترويضه.
في الصف الأيمن يحرك الفضول رجلاً كبيراً في السن، هل كان عربش طالباً عندك؟ نعم في الصف الثالث الإبتدائي. وأنا أيضاً أعطيته دروساً خاصة في الرياضيات، لقد كان كسولاً بليداً لا يفهم حتى البديهيات وكدت أشعر بالحنق كلما أذهب لأعطيه درساً.
هذا الحوار بين أشخاص من عدة مقاعدة وصفوف أثار بعض الضوضاء الذي لفت انتباه وسمع الدائرة المحيطة بهم. عبّرت شابة تجلس في المنتصف عن دهشتها من هذه الأقاويل عنه، فقالت أنها تلقت رسالة بريدية تحوي بطاقة السفر موقعة بإسمه أيضاً.
ماذا؟ وأنا أيضاً تلقيت بطاقة سفر منه!
وأنا أيضاً !
ونحن أيضاً !
معذرة، هل الجميع جاء ببطاقة سفر من مجتهد عربش؟
نعم !
يا للمصادفة !!
الكابتن: سيداتي آنساتي سادتي، هنا الكابتن مجتهد عربش يتمنى لكم أوقاتاً طيبة في الرحلة ذات الرقم MH370
*مستوحى من قصص متوحشة
Comments are closed.