كيف دمرت اسواق الاسهم الطبقة الوسطى ؟
ان اعادة شراء الاسهم يشجع المدراء التفيذين لنهب الشركات و المماطلة بالتجديد وخفض الاجور لم ترفع اي شركة غير مالية راس مالها الصافي في سوق الاسهم لمدة 21 سنة متتالية
يوجد شيء ما خاطئ بطبيعة الاقتصاد الذي يغذي المليارديرية و لايمكن له الحفاظ على الطبقة الوسطى
عدة عوامل تم القاء اللوم عليها لمساهمتها في تراجع مقدرات الطبقة الوسطى الاميركية : العولمة و التكنولوجية و رفع القيود وتسهيل الائتماني والرابح ياخذ كل الاقتصاد ليصبح امتداده امر لامفر منه تاريخيا
لكن هناك عامل لايتم الاخذ به وهو انتشار نموج عمل الذي يشجع كبار المديرين في لشركات الاميركية لنهب شركاتهم لتحقيق مكاسب وارباح على المدى القصير و منع شركاتهم من لنقود لتي يحتاجونها للبناء والتوسع والاستثمار بعمالهم على المدى الطويل
كيف يقومون بنهب شركاتهم؟ من خلال استخدامهم الكبير لاعادة شراء الاسهم لادارة الهدف على المدى القصير الامر الذي يعود عليهم بتعويض عالي باستخدام آلية اعادة شراء الاسهم يمكنهم التلاعب بسعر السهم ممايسمح لهم باستخدام المعلومات الداخلية لبيع الاسهم الخاصة بهم . باستخدامهم لالية اعادة شراء الاسهم لتحويل معظم ارباح الشركة لحاملي الاسهم بمافيها انفسهم
إن الشركة التي تعتمد على عمليات اعادة الشراء تتحمل بجزء كبير مسؤوليتها عن اقتصاد محلي يتميز بعدم مساواة في الدخل و عدم استقرار بالتوظيف و نقص في القدرة على لابداع
لقد كتب ويليام لازونيك برفسور الاقتصادي في جامعة ماساشوتس في صحيفة لويل التي نشرت من قبل معهد بروكينغز . يناقش لازونيك بان الشركات التي احتفظت مرة واحدة بحصة كبيرة لاعادة الاستثمار (متضمنة الاستثمار في قوى العمل من خلال دفع لهم مايكفي للبقاء) تبنت نموذج عمل التقليص و التوزيع
ليس فقط الاكاديميون اليساريون والنقاد هم الذين يعتقدون بان عمليات اعادة الشراء تشوه اميركا . الاسبوع الماضي تلقى المدراء التنفيذين في اكبر 500 شركة اميركية رسالة من لورنس فينك المدير التنفيذي لبلاك روك والذي يدير اكبر اصول في العالم حيث قال الامر ذاته
ان التأثيرات لهذه الظاهرة على المدى القصير مثيرة للقلق على حد سواء خاصة بالنسبة للساعين للادخار من اجل تحقيق اهداف على المدى الطويل مثل التقاعد من اجل توسيع اقتصادنا: كتب فينك بالاضافة الى ان تفضيل حاملي الاسهم ياتي على حساب الاستثمار في الابتكار و مهارات القوى لعاملة او النفقات الراسمالية اللازمة لاستدامة النمو على المدى الطويل.
كتب ويسكونسن تامي بالدوين السيناتور في مجلس الشيوخ الى لجنة الاوراق المالية والبورصات يطالب الوكالة باعادة تقييم سياساتها التي تشجع على اعادة شراء قائلا يوجد ادلة متزايدة تشير الى ان اعادة شراء لها تاثير سلبي على الوظائف والاجور والاستثمار والتي بدورها تؤثر سلبا على الابتكار وعلى نمو الاقتصاد الوطني على المدى الطويل و المنافسة والامن
كيف وصلنا الى هنا؟
في اوائل الثمانينات واستجابة للازمة غير التنافسية في الصناعة الاميركي و بدات نظرية قيمة حقوق المساهمين او حاملي الاسهم للسيطرة على الاعمال الاميركية بالقانون والتنظيم
ووفقا لهذه النظرية فإن اي شي لايضاعف من قيمة مالكي حاملي الاسهم فإنه يعد هدرا للوقت و المال. هذه الفكرة لم تمكن لشركات الاميركية من منافسة اليابانيين لان المدراء لم يفعلو ماهو في صالح مالكيها.
ولكي يقكر المدراء مثل مالكي االشركة فإن الشركات تجعلهم مالكين. حيث بدأ مدراء المستوى الاعلى بتلقي المزيد من العويضات على شكل هبات من الاسهم وخيارات في الثمانينات معظم المدراء التنفيذيين وغيرهم من كبار المدراء تلقوا مزيدا من التعويضات على شكل راتب سنوي و علاوات لكن في عام 2013 فإن المديرين التنفيذيين الاعلى اجرا تلقوا مايزيد عن 80% من التعويضات على شكل خيارات اسهم و منح
لقد تضاعف اجر كبار المدراء التنفيذيين ثلاث مرات من حيث القيمة الحقيقية منذ اوائل التسعينات بسبب تلك الخيارات والمنح. ويتم الدفع للمدراء التنفيذيين وفقا لمدى جودة سعر سهم الشركة واداءه وخاصة على المدى القصير وليس على جودة وضع الشركة نفسها لتحقيق ارباحها على المدى الطويل
لماذا يعد هذا الامر مشكلة؟
لسبب واحد كبير هو مساهمة هذا الامر في زيادة عدم المساواة في اميركا منذ الثمانينات حيث حدث انفجار التعويضات لكبار المدراء التنفيذيين الذين يشكلون الان 60% من اعلى 0.1% من الكاسبين ولان الشركات قصيرة النظر مستمرة في التركيز على مضاعفة سعر سهم الشركة بكافة المساعي، ولذلك عندما يتعلق الامر باتخاذ قرار فيما اذا كانت الشركة يتوجب عليها استخدام ارباحها في استثمارات ذات مخاطر والتي ربما تؤتي ثمارها على المدى الطويل او ما اذا كان هذا المال يتوجب ان يستخدم لاعادة شراء الاسهم لدعم سعر السهم واعطاء المدراء يوم دفع ضخم غالبا فان مدراء الشركة يفعلون الامر السهل وياخذون المال
حتى لو ان المدراء الذين مبدئيا يقاومون التعامل بعمليات اعادة شراء الاسهم غالبا مايصبحون فريسة للضغوط الخارجية من قبل مايعرف بالمستثمر الفعال مثل كارل اكهان ودانيل لويب و تي بوني بيكنس لاطلاق العنان لقيمة حامل السهم من خلال اعادة شراء اكبر قدر ممكن من الاسهم
دعونا نكون واضحين حول مصطلحاتنا هنا: ايكهان حقيقة ليس مستثمر في شركة ابل انه مضارب في اسهم ابل ولم يساهم ايكهات باي راسمال بشري او مالي لانجاح ايل بعكس المستثمرين الاصليين او العاملين والمدراء التنفيذيين الذين يقدمون المال والفكر التي تجعل من ابل انجح شركة في العالم او دافعي الضرائب الذين يمولون الابحاث التي تخترع معظم التكنولوجيا التي تجعل الايفون يعمل
ان المبالغ التي ينطوي عليها هذا الامر مذهلة في عام 2014 قامت شركة ستاندرد اند بورز باعادة شراء بقيمة 553 مليار دولار في الاسهم بالاضافة الى دفعها للمساهمين 350مليار دولار كارباح. اجمالي العوائد بالنسبة للمساهمين يعادل 904 مليار دولار وهو رقم صغير مقارنة بالارباح المعلنة 909 مليار دولار
انها ليست مثل باقي الشركات التي ترفع الكثير من رؤوس الاموال الجديدو من سوق الاسهم لاستبدال المال الذي يملكه حاملو الاسهم. ان البنوك ترفع راسمالها في سوق الاسهم لكن الاصدارات الصافية من الاسهم غير المالية كانت سلبية لمدة 21 سنة متتالية
ان الشركات التي تقوم بشكل كبير بعمليات اعادة الشراء اكسون اكسوم و اي بي ام و ابل وميكروسوفت و سيسكو .
في كثير من الاحيان معظم تعيد معظم ارباحها السنوية للمساهمين و تترك جزء قليل للاستثمار في المستقبل. من عام 2004-2013 شركة بفيزر اعادت 137% من ارباحها للمساهمين و شركة ميرك اعادت 104% و هيوليت اعادت 168% وفقا لتحليل لاوزنيك
ان عمليات اعادة شراء الاسهم تجعل عدد قليل من الناس اغنياء بشكل مذهل لكن ايضا تساهم في افقار الاقتصاد والعمال يناقش لازنيك بان الشركات المبتكرة تحتاج للاستثمار في الوقت والمال في المعدات و المرافق خاصة في العمال ان الابتكار و تحسين الانتاجية ياتي اساسا من اشخاص تعلموا كيف يعملون سوية وعندا يسمح للشركة بان تفكر لفترات زمنية اطول اكثر من الربع القادم او السنة القادمة
لكن الية اعادة شراء الاسهم افرغت الشركات من قدرتها على الابتكار والعمال ليس لديهم فرصة ليتعلموا كيف يحلون مشاكلهم سوية لان المدراء يحتاجون لتقليص الشركة وتحقيق اهداف على المدى القصير وتكديس الملايين
ان زوال هذا العمل الوظيفي من الاعمال التجارية الرئيسية هو محور واساس تآكل الطبقى الوسطى الاميركية على مدى العقود الثلاث الماضية بهذا ختم لازونيك نقاشه
ترجمة: إيفلين المصطفى
Comments are closed.