اللاجئين في ألمانيا ينعشون المشاريع ورجال الأعمال
مع دخول أكثر من مليون لاجئ في عام 2015 وحده إلى ألمانيا، واجهت البلاد ضغط كبير في الخدمات كلفتها 20 مليار يورو في سنة واحدة فقط.
نسبة كبيرة من هذه الأموال دفعتها ألمانيا لشركات خاصة وأفراد يقدمون خدمات مثل تزويد الأسرّة والخيام والطعام وشركات البناء وخدمات المنازل وغيرها.
كما استفاد ملّاك العقارات في ألمانيا من هذا التدفق الكبير. أصحاب المخازن والمستودعات والفنادق وأماكن المبيت والإفطار والمساكن كلها تحولت لملاجئ.
ريف كوهيرت واحد من مئات رجال الأعمال الذين فازوا بعقود لتشغيل المساكن. وتدفع حكومة مدينة برلين لشركته، “دي إكزينته سوشيال”، 25 يورو عن كل لاجئ يومياً، وهو مبلغ يصل إلى نحو خمسة ملايين يورو سنوياً – وهو تدفق إيرادات كبير بالنسبة إلى شركة صغيرة.
كوهيرت يتقدم بعطاءات من أجل تشغيل وحدات المجمعات السكنية وقرى الحاويات التي تظهر الآن في أنحاء ألمانيا، في الوقت الذي ينتقل فيه اللاجئون تدريجياً من ملاجئهم المُخصصة.
هناك مُشغّلون كبار، مثل شركة يوروبيان هومكير التي تتولى إسكان نحو 20 ألف طالب لجوء في أكثر من 100 ملجأ في أنحاء ألمانيا. وقد ارتفعت إيراداتها من 17 مليون يورو في عام 2013 إلى 100 مليون يورو في عام 2015.
في صيف عام 2015 بدأت حكومة برلين تبحث عن مطوّري عقارات لديهم مبان فارغة كبيرة وسلّمتهم العقود لتشغيلها لتكون ملاجئ طارئة. وسرعان ما تدخّلت شركات كبيرة في برلين، مثل PeWoBe، التي لديها في الأصل خبرة في إسكان اللاجئين من الحروب اليوغسلافية في أوائل التسعينيات والمهاجرين الألمان الأصليين من الاتحاد السوفياتي السابق.
لكن العقود كانت تخضع لتدقيق مُكثف في الأشهر الأخيرة، بعدما تم منح عديد منها بدون مناقصات عامة. وقالت وزارة الشؤون الاجتماعية في برلين، المعروفة باسم LaGeSo، “إن من غير المناسب إجراء مناقصات لتجهيز أماكن السكن الطارئة، لأن الأولوية الرئيسية هي التأكد من أن الناس لديهم سقف فوق رؤوسهم”.
وفي وقت سابق من هذا العام، تم اعتقال أحد المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية للاشتباه بتقاضي رشوة من شركة أمن تسعى إلى الحصول على عقود لحراسة ملاجئ اللاجئين. وأثناء عمليات تفتيش في شقة المسؤول، ضبطت الشرطة سيارة و51 ألف يورو نقداً.
أثيرت تساؤلات بشأن دفعات وزارة الشؤون الاجتماعية لأصحاب العقارات الخاصة لإسكان طالبي اللجوء. ووجد تحقيق كشفته قناة التلفزيون الألمانية، ZDF، أن المدينة كانت تدفع لأحد المالكين 5200 يورو شهرياً مقابل شقة من ثلاث غرف تشغلها عائلة سورية، في منطقة متوسط الإيجار الشهري فيها ألف يورو. وكان أحد أصحاب الفنادق يتلقّى 200 يورو في الليلة لغرفة تشغلها عائلة مكونة من خمسة أفراد، بينما سعر الغرفة السياحية العادية 75 يورو في الليلة.
جويرجين فوفرا، مثل كوهيرت، واحد من رجال الأعمال الكثيرين الذين فتحت أزمة اللاجئين أمامهم فرصاً تجارية. منذ عام 1997 شركته الصغيرة “بارانيت” تصنع قبابا يمكن نفخها بالهواء، تستخدَم بصورة رئيسية مخازن لوجستية، أو لتغطية برك السباحة وملاعب التنس المفتوحة. لكن في عام 2013 اتصلت حكومة مدينة برلين بهذه الشركة لبناء ملجأ للمشردين أثناء شتاء بارد على نحو غير عادي. وفي العام التالي طلبت منه بناء مأوى طوارئ للاجئين، وبعد ذلك جاءت طلبات سريعة من جميع أنحاء ألمانيا.
وحتى الآن بنت الشركة 35 قبة لإيواء أكثر من عشرة آلاف لاجئ، راوحت أسعارها بين 180 ألفا ومليوني يورو. وتوفر الشركة كل ما يلزم، من المشرفين على الخدمات والأمن وتزويد الطعام والنظافة والأسرة والكراسي والطاولات والإضاءة والطاقة.
يقول فوفرا “إن عائدات “بارانيت” تضاعفت ثلاث مرات لتصل إلى 6.2 مليون يورو في عام 2015، مقارنة بالعام السابق، ومن المتوقع أن تتضاعف أكثر من ثلاث مرات في هذه السنة، لتصل إلى 22 مليون يورو”.
ويرى بعض النقاد أن أي شخص يحاول الاستفادة من الأزمة الإنسانية هو شخص غير أخلاقي. هذه حجة يرفضها كوهيرت ويقول “لا أحد يدخل هذا المجال من العمل لجني كثير من المال. هوامش الربح ضئيلة جداً”.
المقال يظهر من عنونه، لم أقرأه، كيف تنصب المبتدأ؟:
> اللاجئين في ألمانيا ينعشون المشاريع ورجال الأعمال
اللاجئون في ألمانيا ينعشون المشاريع ورجال الأعمال