DHL .. وحش البحار لا يجب أن ينام على الرصيف
صنعت السفن لتمخر عباب البحر، لا أن تجلس على رصيف الميناء. هذه الحقيقة هي سبب تأسيس شركة DHL للشحن العالمية التي لديها اليوم أكثر من 275 ألف موظف وفروع ومكاتب في كل مدن العالم تقريباً.
لنعد إلى فترة الستينيات، كانت سفن الشحن البحري تضيع وقتاً طويلاً في الانتظار في موانئ أمريكا تنتظر انتهاء موظفي الجمارك من تخليص الأوراق والمستندات. كانت تلك الأوراق تنقل بالبريد من سان فرانسيسكو إلى هونولولو براً وهذا ما يحتاج لوقت طويل في السفر، وكل ثانية تنتظر فيها تلك السفن الضخمة على الرصيف تعني مضيعة عوائد ضخمة إضافة لدفعها مصاريف شغر المكان على الرصيف.
هنا جاءت فكرة على بال داسلي و زميليه هيلبلوم و لاين أن يقوموا بتوصيل أوراق السفن عبر الجو أي بواسطة الطائرة وسوف يسافر أحدهم شخصياً مع الأوراق لضمان سلامتها. وعندما تقترب السفن من هونولولو تكون الأوراق جاهزة وتم تلخيصها من الجمارك حتى قبل وصول السفن بحمولتها إلى الميناء بالتالي لا تضطر للإنتظار.
نعم تكلفة النقل بالطائرة أعلى بكثير من البر، قد تكون أعلى بمئة مرة، لكنها إجمالاً أقل من التكلفة التي تتكبدها السفن بالإنتظار على رصيف الميناء بدلاً من العمل في عرض المحيط. لهذا رحبت الشركات المالكة للسفن بالفكرة خاصة مع زيادة أمان نقل الأوراق لأن أي ضياع سيؤدي لكوارث أكبر. وهنا جاءت شركة DHL التي تمثل الحروف الثلاثة المشكلة لأسمها الحروف الأولى من أسماء مؤسسيها عام 1969.
اليوم امبراطورية DHL تنقل كل شيء، بدءاً من الحمض النووي فصاعداً، وحتى لديها اسطولها الجوي الخاص من طائرات ومطارات وكانت تركز بداية على النقل البحري ما بين قارات العالم لكنها اليوم أصبحت تخدم على البر والجو أيضاً.
Comments are closed.