دبي عاصمة ’بلوك تشين‘ في العالم قريباً جداً… كيف سيستفيد الشرق الأوسط من هذا الإنجاز؟؟
’بلوك تشين‘ هي تقنية جديدة داعمة لتحقيق الاقتصاد الرقمي حيث يمكن أن توفر هذه التقنية وسائل سلسة وفعالة لتشفير أنظمة المعاملات الرقمية ومواجهة التهديدات المتنامية لأمن المعلومات.
وتغذي هذه التقنية الابتكار في العديد من المجالات المالية والقانونية والعلمية للدفع بالاقتصاد نحو النمو بشكل عام، كما تعتبر ’بلوك تشين‘ من التقنيات الواعدة لقدرتها على حفظ السجلات وإتاحة الفرصة للملايين من المستخدمين للوصول إلى قاعدة بياناتها.
عندما تم اختراع الانترنت لم يكن توفير الأمن من الأولويات وكانت جميع البيانات مركزية ما يعني انه إذا تم اختراق إحداها فإنه يمكن الوصول إليها جميعا، إلا أن تقنية ’بلوك تشين‘ صممت بالأساس على نظام غير مركزي وبالتالي إذا تم اختراق إحدى المجموعات فإنه لا يمكن اختراق المجموعات الأخرى.
فهذه التقنية تعتمد على عنصر الأمان وتشفير الهوية حيث تمكنك من الاتصال مباشرة مع الطرف الآخر دون الحاجة للمعالجة من أطراف وسيطة متعددة وبالتالي يتمكن المستخدم من إجراء العمليات بكل حرية ضمن منصة عامة وآمنة.
تسعى إمارة دبي حالياً لتبني استراتيجيات تطوير علوم المستقبل والابتكار واستشراف الجيل القادم من التكنولوجيا ويأتي هذا استجابة لمبادرة استراتيجية دبي للتعاملات الرقمية ‘بلوك تشين’ التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم والطامحة لأن تصبح حكومة دبي أول حكومة في العالم تباشر كافة معاملاتها باستخدام تقنية ’بلوك تشين‘ بحلول عام 2020، حيث تسعى دبي لوضع المعايير القياسية لتطبيق هذه التقنية في العمل الحكومي لتكون أول مدينة تضع مثل هذه المواصفة في العالم.
ويأتي هذا تحقيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في جعل دبي أسعد مدينة على وجه الأرض، حيث ستترجم حلولهم الطموحة إلى تجربة شاملة أفضل للمدينة سيشعر بها جميع ساكنيها وزوارها في المستقبل القريب.
وتعد مدينة دبي مركزاً عالمياً لتطبيقات التكنولوجيا المتطورة وقد ساهمت مبادراتها المختلفة التي تسعى لتعميم الاعتماد على تقنية ’بلوك تشين‘ في جعل مجتمع التكنولوجيا العالمي يرى ذلك بوضوح، فوفقًا لمؤسسة IDC فإنه من المتوقع أن يتضاعف الإنفاق على تطبيقات تقنية ’بلوك تشين‘ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال هذا العام ليصل إلى 80.8 مليون دولار، مقارنة بـ 38.9 مليون دولار تم إنفاقها في عام 2017، ووفقاً لتقارير نشاط الأسواق، من المتوقع أن تصل قيمة السوق العالمية للمعاملات الرقمية إلى 9.5 مليار دولار بحلول عام 2020، بالإضافة إلى وصول قيمة الاستثمارات العالمية في تقنية ‘بلوك تشين’ إلى ٣٠٠ مليار دولار
تتمتع تقنية ’بلوك تشين‘ بخصائص فريدة قد تحدث ثورة في قطاعات عديدة في مجال الخدمات المالية في الشرق الأوسط بما في ذلك مدفوعات المستثمرين الأفراد ومدفوعات المؤسسات الاستثمارية وخدمات سوق رأس المال والأسهم والتمويل التجاري والتأمين، ولا يقتصر تأثير هذه التقنية على الوفورات الضخمة التي من الممكن تحقيقها من خلال استخدام هذه التقنية في عمليات مكاتب الدعم فحسب وإنما أيضاً في المكاسب الكبيرة المتمثلة في الشفافية التي قد يكون لها أثر إيجابي للغاية من المنظور التدقيقي والتنظيمي، كما قد يكون لها تأثير طويل المدى على النظام الاقتصادي العالمي مما سيعيد هيكلة بنية الأسواق وتجربة المتعاملين ومزايا المنتجات.
إن التقنيات الجديدة من أمثال البيتكوين وبلوك تشين مازالتا تخطوان الخطوات الأولى في منطقة الشرق الأوسط، والإمارات العربية المتحدة هي أول دولة تبادر إلى اتخاذ خطوة إلى الأمام في هذا الشأن وذلك بتشجيعها على استخدام ’بلوك تشين‘ حيث تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً رائداً في تعزيز الإبداع وتشجيع ظهور عمليات ومناهج جديدة لبناء مدن أكثر ذكاءً، فدولة الإمارات ستمهد الطريق لاعتماد تقنية ’بلوك تشين‘ في المنطقة وهذه التقنية تمثل قيمة مضافة كبيرة للشركات في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الشرق الأوسط في ظل تطور هذا القطاع الجديد الذي تُقدر قيمته بمليارات الدولارات خلال العام القادم فقط أو قرابة ذلك، وهذا ما سيمهد الطريق لإمكانيات هائلة ونمواً كبيراً في مجال التقنية المالية في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط عموماً.
معلومات مفيدة حقا، شكرا لك، وأتمني إيضاح المقصود ب “الغير مركزية”.