متى تنهار العملة؟
عند التغير في أسعار صرف العملة وخاصة في أوقات الاضطرابات سواء أكانت سياسية أو اقتصادية لاسيما التضخم قد يصل سعر صرف العملة إلى أرقام فلكية مقارنة بالسابق، لكن متى نقول أن العملة انهارت بالفعل؟
في 7 اذار عام 2012 كان اليوم الذي فقد السوريون نصف أموالهم ووقتها كانت الليرة السورية = 95 مقابل الدولار أي فقدت 50% من قيمتها، ومنذ تلك اللحظة تحول الامر الى محاولة الحفاظ على النصف المتبقي من قيمة الليرة.
الروبل الروسي حين وصل الى 80 روبل مقابل الدولار كان قد فقد 60% من قيمته واستعاد جزءاً من قيمته فهو نزل إلى 57 مقابل الدولار أي فقد الان 44% من قيمته السابقة عندما كان يساوي قبل عامين 32 مقابل الدولار.
بالعودة الى الليرة السورية وصلت تقريباً 295 مقابل الدولار اأي فقدت 84% من قيمتها …هل يمكن ان نقول انها انهارت ؟
بالعودة الى تاريخ العملات التي انهارت سابقا (المارك الالماني 1924 – الدينار اليوغسلافي – الدولار الزيمبابوي ) نجد انه لم يبدأ الانهيار إلا حين كان معدل تغير العملة يفوق 25% خسارة لقيمتها كل يوم، عندها بمجرد أن يحصل الشخص على تلك العملة يسعى للتخلص منها لانها ستساوي في اليوم التالي 75% عما تساويه اليوم.
ولكي نضعها في اطار ارقام يعني ان تتحول عملة من 300 الى 4500 خلال 10 ايام، هذا التسارع هو الذي يجعل العملة تنهار وهذا ما حصل للمارك والدينار اليوغسلافي والدولار الزيمبابوي.
الليرة اللبنانية فقدت 98.5% من قيمتها ولكن التعامل بها لم يصل الى ارقام فلكية كما حدث للمارك الالماني الدينار اليوغسلافي والدولار الزيمبابوي اذ لم نشهد فيها فئات المليار .(اعلى فئة كانت 100 الف ليرة ).
أما الليرة السورية في عام 2013 خسرت في يوم واحد ما يعادل 12% ولم تتكرر في اليوم الثاني وصلت الى 340 في بعض التداولات ثم عادت الى 150 قبل ان تتراجع من جديد.
قد يظن البعض ان الامر فقط مصطلح فما الفرق بين عملة فقدت 98.5% من قيمتها السابقة (الليرة اللبنانية ) وبين عملة منهارة. الفرق انك حين تعلم أن ما لديك سيفقد 25 % من قيمته في يوم واحد أي أن العملات الاخرى سترتفع 15 ضعفا عن سعرها الحالي بعد 10 أيام وقتها يمكن القول ان العملة انهارت.
اذا مفتاح الجواب هو معدل التغير Rate Of Change
الكاتب: نادر الغنيمي
Comments are closed.