الشركات تنشئ لتدوم .. البحث والتطوير
“الحياة مثل ركوب الدراجة الهوائية، لتحفظ توازنك عليها يجب ان تظل تتحرك”
آينشتاين
هذا الكلام ينطبق أيضاً على الشركات، وتأكيداً على مقولة أن الشركات تنشئ لتدوم، لذا نجدها لا تبخل في الإنفاق على البحث والتطوير، لأنه سبيلها للديمومة.
كما أن للمنتجات دورة حياة، للشركات كذلك، لهذا البحث والتطوير من شأنه إطالة دورة حياة الشركة وكذلك إطالة فترة كل مرحلة من دورة الحياة تلك.
لا نقصد بالبحث والتطوير أن تكون كل محاولات الشركة ناجحة، كبرى الشركات تنفق عشرات ملايين الدولارات على منتجات فاشلة، لكنها تبقى محاولات هامة لاستخلاص الدروس والعبر، أحياناً يكون سبب فشلها أنها محاولة مبكرة جداً كما حصل مع كمبيوتر ليزا من آبل الذي كان سعره مبالغاً فيه قياساً بالفترة التي وصل فيها السوق.
نرى تأثير البحث والتطوير بشكل أكبر في الشركات الدوائية، فهي تنفق سنين طويلة للوصول إلى علاج ولو جزئي لأحد الأمراض المستعصية، وبعد أن يتكلل جهدها بالنجاح تحصل على ترخيص وحصرية البيع يضمن لها تعويض كل انفاقها. فايزر واحدة من الشركات العريقة في العالم في مجال صناعة وتطوير الأدوية التي لا تدخر جهداً ولا فريقاً من العلماء والباحثين.
حسناً بعد سنوات وانفاق مليارات الدولارات وفريق بحثي ضخم وصلت للمنتج الثوري الذي قدم شيء لم يقدمه غيره، وحصلت على حقوقك الحصرية وسجل بإسمك، هل نتوقف؟ تذكر ما قاله آينشتاين في بداية التدوينة، عليك الاستمرار. لأن تلك الحصرية محكومة بفترة زمنية وبعدها تنتهي، ويمكن لكل الشركات الدوائية الاخرى تقديم منتج مشابه لمنتجك وبنفس المكونات وربما أجود، هنا عليك متابعة البحث والتطوير للوصول إلى ابتكارات أفضل.
R&D هو الاختصار الشائع عن البحث والتطوير، لاتوجد شركة تنظر استراتيجياً إلا ويكون لديها هذا القسم الذي يعمل على المدى البعيد جداً، ستجد فيه أشياء غريبة وقد تكون بعيدة كلياً عن مجال الشركة.. ومن الطبيعي أن يحاط بسرية عالية .. حتى أن غوغل لديها مختبرات تسميها GOOGLE X تعمل على أشياء غريبة كمصعد الفضاء والسيارات ذاتية القيادة .. قد تسـأل نفسك، غوغل؟ وفضاء؟ وما علاقة هذا بذاك؟ أخبرك مرة أخرى .. الشركات تنشئ لتدوم.
Comments are closed.