توقعات أسعار النفط الخام بعد رفع المملكة العربية السعودية للأسعار؟
عادت أسعار النفط الخام للارتفاع مرة أخرى لتصل إلى ما فوق 70 دولار للبرميل، حيث تفاعلت الأسواق مع قيام المملكة العربية السعودية برفع مفاجئ لأسعار بيع النفط الخامالرسمية لعملائها في كل من آسيا والولايات المتحدة، وعلى الرغم من التراجع الأخير في الأسعار، إلا أن خبراء السوق لا يزالوا يتوقعوا أن الأسعارستظل في اتجاهها الصعودي.
المملكة العربية السعودية هي المصدر الرئيسي للنفط في جميع أنحاء العالم، فهي تقوم بشحن أكثر من 60% من إنتاجها النفطي إلى آسيا، ومن أبرزهم الهند وكوريا الجنوبية والصين، وتعتبر الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في النفط، إلى جانب ذلك، فإن أسعار البيع الرسمية لأرامكو (OSPs) عادة ما تكون رائدة في سوق النفط، وعلى هذا النحو، فإنه غالبًا ما يحدد اتجاه أسعار النفط الخام في الشرق الأوسط ومناطق أخرى.
ارتفاع الأسعار في السعودية
على مدار الأسبوعين الماضيين سجلت أسعار النفط الخام تراجعًا بعد تخطيها مستوى 80 دولار للبرميل، يأتي هذا التراجع في ظل تزايد المخاوفحيالمستويات الطلب العالمي، حيث تزايد قلق المستثمرينتجاه مدي شدة المتحور الجديد “أوميكرون” وتداعياته على أسواق النفط أثناء موسم العطلات،ولكنكان قرار المملكة العربية السعودية برفع الأسعار متفائلًا للكثيرين حيال معدل الطلب على النفط.
في يوم الأحد (5 ديسمبر) أعلنت شركة النفط العملاقة “أرامكو السعودية” والتي استحوذتعليها الدولة أنها ستقوم برفع أسعار جميع درجات النفط الخام التي يتم تسليمها إلى آسيا والولايات المتحدةبدءًا من شهر يناير 2022، ونقلًا عن متعاملين مع الشركة، قالوا بأن زيادات الأسعار مفاجئة ولم تكن غير متوقعة، وأشار أحد المعلقين بأن عرب لايت أصبحت باهظة الثمن.
بالنسبة لدول آسيا، رفعت السعوديةعرب لايت بنحو 60 سنت مقارنةً بشهر ديسمبر الذي يصل عند 3.30 دولار للبرميل،ويعد هذا المستوي هو الأعلى منذ بداية جائحة فيروس كورونا التي انتشرت في فبراير 2020، أما في الولايات المتحدة تم رفع الأسعار بنحو 40-60 سنت،على عكس ذلك، قامت بخفض الأسعار لعملائها في أوروبا، ويمثل السوق الأوروبي سوق صغير إلى حد ما بالنسبة لهذه السلعة.
يشير قرار المملكة العربية برفع أسعار النفط الخام إلى التوقعات بوجود طلب قوي، وهذا يعني بدوره أن السعودية ليست قلقةحيال تداعيات المتحور الجديد “أوميكرون”، والذي تسبب بالفعل في هبوط أسعار النفط بأكثر من 10 دولارفي نهاية شهر نوفمبر، حيث تراجع سعر خام برنت إلى أقل من مستوى 70 دولار للبرميل.
في الواقع، يبدو أن التحديثات بشأن المتحور الجديد متفائلة ولكنها بحذر، حيث لم يتم الإبلاغ عن أي حالة وفيات منأوميكرون حتى الآن على الرغم من الانتشار السريع، ولكن معدلات الاستشفاء منه لم تقفز كما هو الحال مع المتحورات السابقة.
اجتماع أوبك الأخير
يأتي قرار رفع الأسعار بعد يومين فقط من تحدي تحالف أوبك بلس لدعوات الادارة الأمريكية لزيادة الامدادات وقرارها بمواصلة تخفيف التخفيضات الجماعية لإنتاج النفط بواقع 400 ألف برميل يوميًا بدءًا من شهر يناير القادم.
في الاجتماع الأخير لمنظمة أوبك بلس، اتفقت المملكة العربية السعودية وشركاؤها على التمسك بسياسة الانتاج التي تم الاتفاق عليها مسبقًا دون أية تعديلات، وهذا يعني إضافة نحو 400 ألف برميل أخرى إلى إنتاجهم بداية من يناير القادم، على الرغم من مخاوفهم المعلنة من تشكل تخمة في الربع الأول من العام المقبل، خاصة مع قرار كبار الدول المستهلكة للنفط بالسحب من الاحتياطي الاستراتيجي لديها.
Comments are closed.